ق. حنان وجد عدد من المواطنين في الدجاج الحي ملاذا لهم من التهاب أسعار الدجاج التي وصلت في بعض المناطق إلى نحو 300 دج للكيلوغرام الواحد، فيما تباينت في مناطق أخرى ما بين 235 إلى 270 دج، رغم أنها لم تتجاوز قبل بضعة أسابيع 190 دج، وهو ما فسره المواطنون باقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف، التي يزداد الإقبال فيها على اللحوم البيضاء تحديدا لتحضير مختلف الأطباق التقليدية الخاصة بهذه المناسبة، من الكسكس والرشتة والشخشوخة، حيث تعتمد غالبية الأسر الجزائرية على الدجاج بالدرجة الأولى للاحتفال بليلة مولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يستغرب المواطنون هذا الارتفاع المفاجئ والجنوني، على اعتبار أنهم قد ألفوا موجة جنون الأسعار التي تشهدها بعض المواد الاستهلاكية مع اقتراب كل مناسبة احتفالية، مادام أن جشع بعض التجار لا يتوقف عند حد، ويزداد جشعُهم حدَّة مع وجود مثل هذه المناسبات، فيقومون بعيدا عن كل رقابة برفع الأسعار إلى المستوى الذي يرضي طمعهم، مستغلين في ذلك إقبال المواطنين الملحوظ في هذه الأيام مقارنة بالأيام العادية الأخرى. ومس الارتفاع محلات بيع الدجاج بأغلب المناطق وفي مختلف الأسواق العاصمية وخارجها، ما جعل المواطنين، يعزفون عن اقتنائه، مادام أن الدجاجة الواحدة التي لا يتجاوز وزنها الكيلوغرامين، قد تكلف ما بين 560 إلى 620 دج، وفي مناسبة عائلية ودينية لها مكانتها ووزنها في المجتمع الجزائري كالمولد النبوي الشريف، فان أية أسرة جزائرية خاصة كثيرة العدد لا تكتفي باقتناء دجاجة واحدة فقط، خصوصا وان غالبيتها تفضل الاجتماع حول مائدة واحدة تضم احد الأطباق التقليدية الشهية المعتمدة في تحضيرها على الدجاج بصفة أساسية، وهو ما خلق نوعا من الاضطراب بشان ما يمكن تحضيره لهذه الليلة. من جهة أخرى، وجدت بعض الأسر في اقتناء الدجاج حيا، حلا مثاليا وسريعا، خاصة وان بعض باعة الدجاج الحي قصدوا عدة أحياء من العاصمة، حاملين معهم الدجاج الحي ب300 دج للدجاجة الواحدة، يتراوح وزنها ما بين كيلوغرام ونصف إلى كيلوغرامين فأكثر، ويقوم البائع بعملية ذبحه، وتهيئته، فيما تتكفل ربة البيت بعلية تنقيته وإعداده بعد ذلك. وفضل العديد من المواطنين اقتناء هذا النوع، من خلال شراء دجاجتين أو ثلاث، خصيصا للمناسبة. وعلى الرغم من أن الدجاج الحي أو مثلما هو معروف ب"دجاج عرب" مشهور بصعوبة طهيه، واستغراقه وقتا طويلا حتى يصبح جاهزا للاستهلاك، إلا أن ذلك لا يبدو انه يشكل مشكلة كبيرة، لعدد من السيدات، ممن وجدن فيه الحل الأنسب لإعداد الأطباق التقليدية المفضلة لأسرهن، ليلة الاحتفال بالمولد النبوي، الذي لا تكون متعته دون هذه الأطباق التقليدية الرائعة، واللمة العائلية، التي تجمع كافة أفراد العائلة كبيرا وصغيرا، وكذا بهجة الشموع المشتعلة والحناء، وأصوات المفرقعات والألعاب النارية، والجلوس أمام التلفاز لمتابعة الحصص المعدة حول الاحتفال بمولد صلى الله عليه وسلم، وبث نفحات عطرة من طيب سيرته، ثم الاستيقاظ على أطباق الطمينة التقليدية والحلويات وأنغام الأغنية الشعبية التي توارثناها جيلا بعد جيل" مولود يا ملود مولود النبي..."، ولذلك فان الجزائريين لا يسمحون مطلقا لأي شيء، لا ارتفاع الأسعار ولا ندرتها، ولا أي شيء آخر، بتعكير صفو احتفالاتهم وإحياء عاداتهم وتقاليدهم العريقة.