قامت مؤخرا مصالح أمن دائرة فوكة بولاية تيبازة بتفكيك شبكة مختصة في المضاربة بأسعار الإسمنت وهذا بفضل كمين نصبه أعوان الأمن الذين تظاهروا أنهم زبائن لأحد المنتمين للشبكة، وبصفته سائق شاحنة يعمل لدى صاحب شركة تقل البضائع من منطقة عين البنيان بالعاصمة، أين تم حجز نحو 400 كيس إسمنت انحرفت عن وجهتها القانونية بعد تواطؤ مسؤولين وإداريين بوحدة توزيع الإسمنت بمدينة فوكة، كما كشفت التحقيقات الأمنية أيضا أن الشبكة تحول يوميا 120 طن إلى السوق السوداء، ولقد أكدت مصادر موثوقة ل »أخبار اليوم« أن توقيف الشبكة جاء بعد تسرب معلومات حول تحويلات غير شرعية لشاحنات محملة بأطنان من الإسمنت يتم تحريف مسارها من طرف صاحب شركة نقل البضائع الذي يربطه عقد مع شركة إسمنت العاصمة والكائن مقرها بمنطقة الرايس حميدو بالعاصمة، حيث يتم تحويل حمولة العديد من الشاحنات إلى السوق السوداء بتواطؤ من مدير وحدة فوكة وطاقمها الإداري بعد بيعها لمتعاملين وتجار تجزئة بمبلغ 590 دينار أي بزيادة 200 دج في الكيس الواحد، علما أن الاتفاقية القانونية تقضي بنقل حمولة الشاحنات من مصنع الإسمنت بالرايس حميدو إلى وحدة التوزيع بفوكة قصد بيعها بالتجزئة للتجار العاديين أو بالجملة للمواطنين مالكي رخص البناء الذين يحق لهم شراء كمية تصل إلى 300 كيس وكذا مؤسسات البناء بسعر قانوني لا يتعدى 390دج للكيس الواحد، ونشير أنه بعد استغلال المعلومات المذكورة توصلت مصالح الأمن إلى عقد صفقة مع ابن صاحب شركة النقل وضربوا موعدا على أساس أنهم زبائن مستعدون لدفع 200دج زائدة عن السعر القانوني للكيس الواحد، وهو ما دفع هذا الأخير إلى تحويل شاحنة مقطورة من نوع سوناكوم إلى المكان المتفق عليه، وبمجرد وصوله قام عناصر الأمن بتوقيف سائق الشاحنة وضبطه دون فواتير ومخالف للوجهة القانونية للحمولة، وكان هذا التوقيف مفتاحا للتدقيق في التحقيقات مع جميع المتورطين في التلاعب بالشاحنات التي يبلغ مقدارها 120 طن في اليوم. وأضافت ذات المصادر في حديثها أن سائقي شاحنات النقل الخاص يتلقون تعليمات عبر الهاتف من طرف ابن رئيس شركة النقل الخاص، بحيث يتم توجيههم نحو الزبائن بالسوق السوداء لبيعها بسعر مضاعف، علما أن الحمولة الواحدة تصل إلى 400 كيس، وهي لا تصل إلى وحدة التوزيع بفوكة، ويتم هذا التلاعب بتواطؤ من مدير الوحدة والمدير التجاري والمحاسب الذين يكونون على علم أن الإجراءات القانونية تقتضي التأشير على جميع الشاحنات التي تدخل الوحدة والتبليغ عن الكميات التي لا تصل خاصة وأن العقد بين شركة الإسمنت والناقل الخاصة تنحصر في النقل فقط. وحسب ما أشارت إليه ذات المصادر أن هامش الربح غير الشرعي المترتب عن عمليات التحويل والتلاعب تصل إلى8 ملايين سنتيم في الحمولة الواحدة، خصوصا وأن شركة النقل تملك 6 شاحنات تقوم الواحدة منها بعدة رحلات في اليوم، وتواصل ذات المصادر تحقيقاتها مع جميع المتورطين في القضية التي يتابعها وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بالقليعة خلال هذه الأيام الأخيرة.