يعتمد كثير من المواطنين الجزائريين على عدد من الطرق التقليدية العلاجية المتوارثة في معالجة بعض الأعراض المرضية، لاسيما البسيطة منها، وهم يعتمدون في ذلك بشكل كبير على المنتجات والمواد الطبيعية التي يرون أنها أكثر نجاعة أحيانا من الأدوية، ولذلك فإن كثيرا من الجزائريين لا يلجؤون إلى الطبيب إلا إذا ما تأزمت أوضاعهم الصحية، واستدعت التدخل الطبي العاجل· وتعد آلام الأذن، إحدى أكثر الآلام شيوعا، التي تحدث نتيجة التهابات في الأذن، أو إصابات ناتجة عن دخول الماء، أو بسبب الإصابة بالبرد، وغيرها من العوامل الخارجية التي تؤثر بصفة مباشرة على هذه المنطقة الحساسة جدا من الجسم، وتعد آلام الأذن إحدى الآلام الفظيعة التي لا يمكن تحملها، خصوصا إذا ما انتابت المصاب في فترة الليل، وليس هنالك من سبيل لإيقافها، إلا باستعمال بعض المضادات الحيوية والأدوية التي يصفها الطبيب عادة في هذه الحالة· غير أنه من الأساليب العلاجية الطبيعية والتقليدية الشائعة وسط الجزائريين، هو اللجوء إلى تقطير زيت الزيتون الساخن في الأذن، عند الشعور بتلك الآلام، وغالبا ما تقوم الأمهات بذلك، لتخفيف معاناة أطفالهن مع هذه الآلام، حيث يعتقد عدد من الجزائريين، بقدرة زيت الزيتون على شفاء مختلف أنواع الأمراض والآلام، أيا كان نوعها، وهو حقيقة أثبتها العلم الحديث أيضا، نظرا لقوة زيت الزيتون في علاج عدد لا بأس به من الأمراض، وقدرتها على منح الطاقة والقوة للجسم، إنما وفق حدود معقولة، وبطرق مناسبة، ويعتقد البعض أن قطرات من زيت الزيتون الساخن وحدها أو بعد إضافة كميات مطحونة من الثوم إليها يمكن أن تؤدي إلى شفاء آلام الأذن أو الالتهابات التي تحدث فيها نتيجة عدة عوامل، وغالبا ما يتم اللجوء إلى هذه التصرفات والممارسات الطبية الشعبية المتوارثة، قبل اللجوء إلى الطبيب، الذي لا يقصده البعض إلا بعد وصول الأمور إلى ما لا تحمد عقباه· ولا تبدو الخطورة في مادة زيت الزيتون نفسها، بل في الطريقة الغريبة التي يستعملها بعض الناس عبر استغلال هذه المادة في معالجة آلام والتهابات الأذن، حيث يقومون بتسخين قطرات منها وتقطيرها مباشرة داخل الأذن، مع أن ذلك حسب عدد من المختصين هو الخطورة عينها، والتصرف الذي يمكن أن ينتهي بتمزق طبلة الأذن وفقدان القدرة على السمع نهائيا، رغم أن الإصابة كانت في الأساس أقل من ذلك، وكان بالإمكان تفاديها عبر استشارة الطبيب، أو عبر تجنب تقطير مواد ساخنة حتى وإن كانت تتعلق بزيت الزيتون الذي هو علاج طبيعي في الأصل، ولا يكتفي البعض بتقطير زيت الزيتون الساخن فحسب بل يمتد ليشمل عددا من المواد الأخرى، كالليمون أو القطران أو العسل، والغريب أيضا أنه جميعها يتم تقطيرها داخل الأذن، وهي عضو حساس جدا، ساخنة، دون التفكير أو دون الانتباه إلى عواقب ذلك، ما يتطلب ضرورة استشارة الطبيب عندما يتعلق الأمر بمناطق حساسة من الجسم، وخصوصا عندما يكون المصاب طفلا صغيرا أو رضيعا، لتجنب المضاعفات الصحية الناجمة عن ذلك·