أقيم حفل تكريمي بتلمسان على شرف كلّ من عمر بخشي ومصطفى سنوسي بريكسي وعبد الرحمن سقال الذين يعدّون من شيوخ مدرسة تلمسان للموسقى الأندلسية كرّسوا حياتهم في خدمة التراث الفنّي الأصيل والعمل على حمايته من الزّوال· شهد هذا الحفل المنظّم سهرة الثلاثاء بمبادرة من دائرة التراث غير المادي والكوريغرافيا لتظاهرة (تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية) ضمن معرض (النّوبة وتكريم شيوخ الموسيقى الأندلسية) بإقامة مائدة مستديرة نشّطتها مجموعة من الأساتذة والموسيقيين تحت إشراف الأستاذ نصر الدين بغدادي مدير الأرشيف بالإذاعة الوطنية ومختصّ في الموسيقى الأندلسية· وخلال هذا اللّقاء الذي جمع ممثّلي عائلات المكرّمين وتلاميذتهم وعدد هامّ من عشّاق الطرب الأندلسي والحوزي استعرض الحاضرون أهمّ مراحل المسارات الفنّية للشيوخ الثلاثة الذين حملوا أمانة المحافظة على التراث وتلقينه إلى الأجيال المتعاقبة· وقد نال الشيخ عمر بخشي (1884 - 1958) الذي بدأ مشواره في سنّ مبكّرة ضمن جوق الأخوين ديب شهرة في العزف على آلة الرباب خاصّة، ثمّ التحق سنة 1917 بجوق العربي بن صاري ممّا ساعده على التنقّل إلى مختلف المدن الجزائرية وبعض عواصم الدول كالقاهرة وباريس والرباط والرياض· أمّا الأستاذ مصطفى السنوسي بريكسي (1919 - 2010) فقد كان آخر أستاذ يخلف الشيخ العربي بن صاري على رأس جوقه بعد أن رافقه إلى آخر أيّامه منجزا معه تسجيلات بالإذاعة من 1942 حتى 1962، وأمّا الشيخ عبد الرحمن سقال الذي ولد سنة 1910 فيعتبر (مرجعا قائما في المشهد الموسيقي التلمساني خلال القرن العشرين) حسب المتدخّلين في اللّقاء الذين أكّدوا أنه بفضل أبحاثه تمّ إنقاذ العديد من قطع الفنّ الأندلسي·