* تحسن طفيف ثم اضطراب جوي جديد أمسية السبت خرج عدد من المواطنين في أحياء مختلفة من الجزائر العاصمة، على غرار حي الجبل ووادي أوشايح، وبعض المدن الأخرى، إلى الشوارع في احتجاجات متفرقة بعد أن غمرت المياه بيوتهم، واضطرتهم إلى قضاء ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في ظروف مزرية، وعبّر المحتجون عن غضبهم إزاء عجز السلطات المحلية عن التحكم في التهيئة على نحو يجنب المواطنين مثل هذه النكبات· وعاشت بعض الأحياء العاصمية، وأحياء مدن أخرى، غليان شعبيا حقيقيا، بعد أن تسببت الاضطرابات الجوية، والأمطار المتساقطة في تسرب كميات كبيرة من مياه الأمطار إلى بيوت آلاف العائلات التي تعرضت لخسائر مادية متفاوتة، أرجعتها لضعف التهيئة وانعدام صيانة القنوات المخصصة لتصريف مياه الأمطار، وهو ما دفع بمئات المواطنين إلى الاحتجاج، محمّلين السلطات المحلية مسؤولية هذه الوضعية والخسائر التي تكبدوها· إنقاذ خمسة مواطنين من "الغرق" في العاصمة وسجلت مصالح الحماية المدنية خلال ال 24 ساعة الأخيرة العديد من التدخلات نتيجة الاضطراب الجوي الأخير الذي شمل العديد من المدن الشمالية للوطن صاحبه هطول أمطار كثيفة وصلت في بعض الولايات إلى أكثر من 60 ميليمترا مخلفة انهيار أجزاء المنازل القديمة بعدما تصدرت العاصمة قائمة المتضررين من ذلك إلى جانب تسرب المياه إلى بعض السكنات التي أجبرت الحماية المدنية إجلاء قاطنيها خاصة أولئك القاطنين بالقرب من الأودية التي ارتفع منسوبها بشكل كبير مما أدى إلى فيضان البعض منهم مثل ما حدث لوادي أوشايح بالعاصمة· ويشير تقرير خلية الاتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية من خلال عرض حصيلة لتدخلات وحداتها خلال ال 24 ساعة الأخيرة إلى غاية صباح أمس على الساعة الثامنة، إلى تسجيل أكبر عدد من التدخلات عبر سبع ولايات هي العاصمة، تيزي وزو، بومرداس، عين الدفلى، جيجل، مستغانم وغليزان بعدما شهدت هذه المناطق كميات معتبرة من الأمطار المتساقطة، ففي العاصمة أحصت المصالح ذاتها 54 عملية امتصاص لمياه الأمطار الغزيرة في كل من بلديات الجزائر الوسطى، حيدرة، بلوزداد، شراقة، عين البنيان، بوزريعة، وادي قريش، باب الوادي، بولوغين، القصبة، سيدي أمحمد، بئر مراد رايس، جسر قسنطينة، حسين داي، وادي السمار، الحراش، برج البحري وعين طاية· كما سجلت الوحدات حالة سقوط جزئي لسقف بناية تقع بشارع عسكري حسن دون أن تخلف أية خسائر بشرية، كما سقط جزء من شرفة عمارة بشارع عبد الرحمان توميات إضافة إلى تسجيل خطر سقوط بناية كانت مهددة بالانهيار بشارع لوني أرزقي وخطر سقوط سقف آخر بشارع سعيد حرمال وذلك على مستوى بلدية باب الوادي· من جهة أخرى تمكن الأعوان من إنقاذ حياة خمسة أشخاص حاصرتهم المياه على إثر فيضان وادي (أوشايح) على مستوى (لاقلاسيار) ببلدية حسين داي، ثلاثة منهم كانوا محاصرين داخل شاحنة، فيما لا تزال الأبحاث جارية عن شخص آخر مفقود، وسجلت ذات الوحدات خطر سقوط بناية مهددة بالانهيار على مستوى شارع (جيلالي منور) بذات البلدية· كما غمرت المياه الطوفانية الناتجة عن فيضان وادي (أوشايح) عدد من البنايات الفوضوية في باش جراح، إلى غاية محطة نقل المسافرين ببومعطي بالحراش، مع تسجيل انزلاق للتربة بمحاذاة أربعة سكنات تقع بشارع (عبد القادر وهران) بالدويرة· وبولاية تيزي وزو، تدخلت وحدات الحماية المدنية لامتصاص مياه الأمطار غمرت مؤسسة تربوية (عمار شيخ) دون تسجيل أية خسائر ببلدية عين الحمام، وببلدية تيزي وزو غمرت المياه الطوفانية بناية على مستوى حي مدوحة دون تسجيل أية أضرار· كما غمرت مياه الأمطار الطوفانية ست بنايات سكنية في كل من أحياء المرقب، فلسطين، القدس، شوالن دوار ميلود وحي 200 مسكن ببلدية عين الدفلى، وست منازل أخرى في بلدية خميس مليانة وبنايتين بحي مشماش ببلدية جندل· أما بولاية بومرداس، فخلف التهاطل في تغلغل المياه إلى عمارة ومحلات تجارية وسكنات في كل من بلديات بومرداس، خميس الخشنة ويسر· من جهتها شهدت ولاية جيجل تسرب المياه الى عدة منشآت عمومية تتمثل في مقر الجمارك واتصالات الجزائر والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إضافة إلى ثلاث بنايات في حي مقصب· وبولاية مستغانم أنقذت الحماية المدنية حياة موظفين بمقر الجزائرية للمياه حاصرتهم المياه الطوفانية، مع سحب ثلاث سيارات خفيفة كانت عالقة وسط الوحل والمياه في حي 348 مسكن· في حين تدخلت عناصر الحماية المدنية بغليزان باستعمال تجهيزاتها في امتصاص المياه من أحياء برزقة، حي 646 مسكن، عيسات إيدير وحي بسطال وكذا من مقر فرقة الدرك الوطني وبنك (بدر) وفندق (مينا) ومحطة المسافرين· إرشادات للحد من حوادث المرور وبالموازاة مع الاضطرابات الجوية المتتالية التي تعرفها العديد من ولايات الوطن بعدما سيعرف الطقس تحسنا طفيفا ليعود اضطراب جوي جديد انطلاقا من أمسية يوم السبت المقبل حسب ما علم من الديوان الوطني للأرصاد الجوية، فإن المديرية العامة للأمن الوطني قد وضعت إرشادات للمواطنين من أجل الحد من حوادث المرور الناجمة عن التقلبات الجوية، وقد دعا عميد الشرطة جيلالي بودالية مدير الإتصال والصحافة للمديرية العامة للأمن الوطني مستعملي الطريق العمومي لاسيما فئة سائقي الشاحنات الثقيلة، المركبات والدراجات النارية بضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة في فصل الشتاء خصوصاً مع بداية تساقط الأمطار، كما ناشدهم بتخفيض السرعة بالشكل الذي يمكّن من السيطرة على المركبة، التقيّد بترك مسافة الأمان ما بين المركبات والابتعاد عن التتابع القريب والإفراط في السرعة، كذلك وجوب التأكد من جودة الإطارات ونظام الفرامل وجاهزية الأضواء خصوصاً في ساعات الليل والصباح· مطالبا من السائقين توخي الحذر عند المنعرجات الخطيرة والمنعطفات والأماكن التي يتشكل فيها الضباب وذلك بسبب تدني مستوى الرؤية الأفقية داعيا إياهم إلى المزيد من التركيز عند الدخول إلى المناطق الحضرية من خلال الالتزام بإشارات المرور والخطوط المرسومة في الطريق وكذلك الإشارات التي تحدد الاتجاهات، ملحا على إلزامية التقيٌد بالسرعة الواجب إتباعها داخل التجمعات السكنية· وأشار المتحدث في الوقت ذاته إلى أن أغلبية حوادث المرور التي تقع في هذه الفترة مردها إهمال السائقين لقواعد السلامة المرورية وعدم التأكد من سلامة بعض المعدات الميكانيكية وأنظمة الأمان مثل ماسحات الزجاج، الأضواء الأمامية والخلفية، الإطارات المهترئة وأجهزة أخرى تضمن استعداد السائق للتعامل مع مستجدات الظروف الجوية· وأكد بودالية في الأخير أن مصالح الأمن عبر كافة ولايات الأمن مجندة لأداء واجبها 24 سا /24 سا حفاظا على أمن وسلامة المواطن الذي هو مجبر -حسبه- على ضرورة متابعة النشرات الجوية في مثل هذا الفصل لأخذ احتياطاته، مذكرا في الأخير بالرقم الأخضر التابع للمصالح الأمنية والذي هو في متناول المواطنين لطلب المساعدة وهو 1548·