عالجت محكمة جنايات العاصمة في ساعة متأخرة من نهار الأمس الأول ملف محاولة تفجير فندق الشيراطون بوهران التي خططت له جماعة إرهابية تنشط على مستوى منطقة الوسط (العاصمة وضواحيها) التي يقودها الإرهابي الفار (س· يوسف) بعد أن قام بتجنيد عامل بالفندق التقط صورا للمداخل الرسمية، قاعة الأمن، المطعم العلوي والسفلي للفندق بغرض استغلالها لتسهيل العملية الانتحارية، غير أن مصالح تمكنت من إحباط المخطط بعد الإيقاع بملتقط الصور المتهم (ب· رضوان)· إلقاء القبض على المتهم وإحالته على العدالة بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن، كان بتاريخ 16 جويلية 2008 بعد ورود معلومات إلى مصالح الضبطية القضائية تفيد بوجود شخص بوهران على علاقة بجماعات إرهابية تنشط بالعاصمة كانت تخطط لتنفيذ عملية انتحارية باستعمال المتفجرات على مستوى فندق الشيراطون بوهران والتي تضم الإرهابي (س· يوسف) ينحدر من ولاية وهران الذي قام بتجنيد المتهم في قضية الحال كعنصر دعم وإسناد والذي اعترف خلال جميع مراحل التحقيق أن نشاطه الإرهابي انطلق سنة 2005 أين التزم وبدأ يتردد على مسجد النصر بمدينة السانية بوهران والذي يضم زاوية لحفظ القرآن وكان يتوافد عليه عدد كبير من الشباب من مختلف ولايات الوطن، وفي إحدى الحلقات تعرف على المدعو (ي· س) البالغ من العمر 26 سنة وفي بداية سنة 2007 وقبل غلق الزاوية اختفى هذا الأخير عن الأنظار، حيث ترددت الشائعات أنه التحق بمعاقل الإرهاب كون أن الزاوية معروف أنها كانت تحرض الشباب على الجهاد في العراق والجزائر· وأضاف المتهم أنه في شهر مارس 2007 تلقى اتصالا هاتفيا من رقم مجهول، ليتفاجأ أن المتصل هو الإرهابي (س· يوسف) أين استفسره عن أحوال العائلة والشباب الذين كانوا معه بالزاوية، وبعد شهر عاود الاتصال به وطلب منه مساعدته في الحصول على مناظير ميدانية نهارية، فتوجه المتهم إلى سوق المدينةالجديدة وهناك اقتنى منظارين بسعر 22 ألف دينار وقام ببيعهما للجماعات الإرهابية بمبلغ 32 ألف دينار بعد أن تنقل للعاصمة وسلمهما للمدعو (حميد) وفي نفس اليوم عاود الإرهابي الفار الاتصال به وطلب منه الاستمرار في تزويدهم بالمناظير، وعليه قام بالتردد مرارا على السوق وفي كل مرة كان يقتني مناظير ويعيد بيعها للجماعات الإرهابية حتى بلغ مجموع المناظير التي دعم بها الإرهابيين 06 مناظير، كان يتنقل خصيصا إلى العاصمة لتسليمها للجماعات الإرهابية، وفي آخر مرة تم نقله إلى منطقة غابية حيث التقى بالإرهابي (ي· س) رفقة شخصين آخرين كانوا يحملون أسلحة من نوع كلاشينكوف أين قضى الليلة برفقتهم قبل العودة إلى وهران· وخلال أواخر شهر أفريل 2008 اتصل به الإرهابي المدعو (خالد) وخلال حديثه معه لكونه يعمل بفندق الشيراطون بوهران كلفه بالقيام بتصوير الفندق من الداخل والخارج وهو الشيء الذي وافق عليه، وفي شهر جوان من نفس السنة ولكونه يملك هاتف بكاميرا رقمية قام بتصوير الفندق وتصوير المطعم العلوي والسفلي وغرفة الأمن، وفي جويلية من نفس السنة قام ببيع هاتفه لجاره وهذا بجميع لوازمه بما في ذلك الذاكرة الرقمية التي كانت تحمل الصور بعد أن حملها في هاتفه الجديد وقد عاود الإرهابي (خالد) الاتصال به وأخبره أنه سيرسل شخصا ليرافقه في عملية ترصد الفندق ويسلمه الصور· وهي التصريحات التي تراجع عنها المتهم عند استجوابه من طرف هيئة المحكمة، نافيا قيامه بتزويد الجماعات الإرهابية بالمناظير أو التردد على الزاوية، وحتى أنه نفى تصوير الفندق رغم ضبط الصور بذاكرة هاتفه النقال، مؤكدا أنه يعمل بالفندق منذ سنة وأربعة أشهر· وأمام هذه المعطيات التمست النيابة العامة إنزال عقوبة 20 سنة في حق المتهم بعدما أشارت إلى أن جميع القرائن تؤكد ارتكاب المتهم لجناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن·