تعرف محطة النقل البري ببن عمر بالقبة، انتشارا كبيرا للمتسولين او بالأحرى للمتسولات، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الركاب وسائق الحافلة امتلاءها، تصعد إليها العديد من المتسولات اللواتي يطالبن بالنقود بشتى الطرق، ويستعملن العديد من العبارات لاستعطاف المواطنين، كما تختلف درجة الإلحاح عندهن، فمنهن من تطلب منك النقود مرة واحدة، ومنهن من تستمر في تكرار طلبها مرات عديدة، وهو الأمر الذي يثير الاستياء والتذمر الشديدين لدى المواطنين. كما كشف بعض المواطنين ل"أخبار اليوم" على أن هؤلاء المتسولات لسن محتاجات، وإنما ممتهنات للتسول، بدليل أنها نفس الوجوه، يلتقون بهن يوميا، صباحا ومساء، وهو الأمر الذي أكدته لنا الآنسة (ف.خ) التي تستغل يوميا الخط الرابط بين القبة وبن عكنون للالتحاق بمقر عملها، وفي كل يوم وفي نفس الوقت تقريبا، تلتقي بمتسولة تصعد إلى الحافلة، مرددة نفس الكلام والمشكل الذي تعاني منه، وهو الكلام الذي صار معروفا لدى اغلب المواطنين المترددين على نفس المحطة، لتضيف بأنها تراها دائما على نفس الهيئة منذ ثلاث سنوات تقريبا. مواطن آخر كشف لنا عن استياءه من هذه الظاهرة التي استفحلت في المجتمع الجزائري مؤخرا، وجعلت المواطنين لا يفرقون بين المتسول المزيف والحقيقي الذي يحتاج فعلا إلى المساعدة، كما عبر عن استياءه من الطريقة المزعجة لهؤلاء المتسولين، من خلال التشبث بالمواطنين، لإرغامهم على الاستجابة لمطالبهم، والغريب في الأمر بالنسبة له هو المظهر الخارجي لهم، الذي لا يدل ولا يوحي أبدا بأنهم متسولون. من جهتهم أصحاب الحافلات والعاملون بالمحطة المذكورة، صرحوا لنا بأنهم لم يستطيعوا السيطرة عليهم، ففي كل مرة يقومون بطردهم إلا و يعودون بعدها بأيام قليلة، ليقول احدهم يجب على السلطات المعنية التدخل للحد من هذه الظاهرة، بتسليط عقوبات وغرامات على كل من يمارس التسول، فهم لا يستطيعون التقليل منها، فهؤلاء المتسولون لا يهمهم احد، بل تهمهم فقط الطريقة التي يجمعون بها المال، وبسبب هؤلاء المتسولين المزيفين، انعدمت الرحمة من قلوب بعض الناس الذين سئموا هذه الظواهر التي تثير الخزي والاشمئزاز. وقد استفحلت هذه الظاهرة بمحطات نقل المسافرين وغيرها من الأماكن التي تعرف بالكثافة السكانية العالية والتي أصبحت بمرور الأيام، أماكن دائمة لهم لا ينتقلون منها إلا إذا قل الربح والدخل، فالتسول صار بالنسبة لهم تجارة مربحة، لا يمكن أن تخسر في يوم من الأيام، فرأفة ورقة الناس لا يمكن أبدا أن تزول، وهو ما يساعدهم على امتهانها والتفنن في طرق التسول للتأثير على المواطنين، من اجل تجميع اكبر قدر ممكن من الأموال لتقيهم من فقر وغدر الزمان، وعلى راي احد المواطنين فالتسول مهنة وليس حاجة عند اغلب المتسولين، لأنه يدر عليهم أموالا كبيرة، وعلى سبيل المثال من مد يده ورأى بأنه حصل على بعض النقود، فمالذي سيمنعه من تكرار المحاولة مرة أخرى، غير الذي عنده كرامة وعزة نفس وهم الصفتان المنعدمتان في متسولي هذه الأيام.