أقرّت محكمة جنايات العاصمة نهاية الأسبوع بتوقيع عقوبة أربع سنوات حبسا نافذا ضد المتّهم (م·ر) لمحاولته قتل شرطي مرور انتقاما لسحبه رخصة السياقة لارتكابه مخالفة مرورية على مستوى نفق نهج كريم بلقاسم بالعاصمة· تفاصيل القضية حسب ما دار بجلسة المحاكمة تعود وقائعها إلى تاريخ 20 سبتمبر 2006 في حدود الساعة العاشرة ليلا عندما تعرّض الشرطي (أ الهواري) لحادث مرور أثناء تأدية واجبه على مستوى حي تليملي بأعالي العاصمة، حيث اصطدمت به سيّارة من نوع (سيتروان) كان يقودها المتّهم (م·رفيق) الذي تعمّد دهس الضحّية بعدما قام هذا الأخير بسحب رخصة سياقته وتحرير غرامة مالية بقيمة 800 دينار لارتكابه مخالفة مرورية للوحة ترقيم السيّارة غير قانونية، الأمر الذي لم يتقبّله المتّهم وحاول بشتى الطرق إقناعه باسترداد رخصة القيادة. وفي تلك الآونة لاحظ المتّهم سيّارة خالفت القانون بسريانها في الاتجاه المعاكس منعدمة الأضواء، غير أن الشرطي لم يوقفها وأخلى سبيل المواطن على الرغم من ارتكابه مخالفة ظاهرة، هذا ما جعله ينتقم منه بدهسه بالسيّارة، حيث ارتطم رأس الشرطي بالزجاج الأمامي للسيّارة ساقطا على الأرض مسبّبا له جروحا في مؤخّرة الرّأس وكسر في أعضاء جسمه، إذ أصرّ الضحّية خلال التحقيق على متابعة المتّهم كونه حاول إزهاق روحه· المتّهم خلال مواجهته من طرف رئيس المحكمة الجنائية بالتّهمة المنسوبة إليه المتعلّقة بمحاولة القتل العمدي صرّح بأنه لا يتذكّر الحادث على الإطلاق، حيث حاول الادّعاء أنه مصاب بالجنون لمعاناته من اضطرابات عقلية منذ سنة 2001 نتيجة فشله في الحصول على شهادة البكالوريا، وأن وضعه الصحّي تأزّم وأصبح يرفض تعرّضه للفشل أو الظلم، مشيرا إلى أن ردّ فعله كان عاديا جدّا ليلة الوقائع التي لا يكاد يتذكّرها لولا المتابعة القضائية· من جهته، ممثّل النيابة العامّة اعتبر الوقائع جدّ خطيرة، وأن استهتار المتّهم كاد يؤدّي إلى إزهاق روح إنسان، ملتمسا تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا ضده قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بالحكم السالف ذكره·