** ما حكم صلة الرحم والتعامل مع بعض أهلي وفي نفسي مشقة شديدة للتعامل معهم لما يمارسونه معي من سلوكيات منفرة وأعمال تغضبني غضبا شديدا؟ * إن صلة الرحم أمرٌ وفرض شرعي والله تعالى أمرنا أن نتقي الأرحام وأن نعدل فيها مهما فعلت، قال ربنا تعالى (وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)، أي اتقوا أن تقطعوها· وصلة الأرحام واجبة وجوبا عينيا مع كل مكلف، وهذا التكليف من الله لا لتزداد الرحمة بين الناس بعضهم البعض فقط بل شرعها من الإنسان إلى الحيوان والطير وغيرهم، فما بالك بالإنسان القريب، قال تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) وقد أمرنا الله سبحانه في كتابه وجاء على لسان رسوله الأمرُ بهذا· ويكفي أن الرحم لما خلقها الله كما جاء في الصحيح وتعلق بالعرش، قال لها الله تعالى (وعزتي وجلالي أما ترضين أن من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته)، فهذه الصلة تزيد الرحمة والمودة بين الناس· وأما القطيعة فهي حرام حتى وإن ظلمك أهلُك، لأن الإنسان مأمور أن يصبر على أهله والأجر على قدر التعب، فإن لم يرحم المرء أهله ويصبر عليهم، فمن يصبر عليهم؟ وفي وصايا الرسول (ص) من ذلك الأمر الكثير، فقد قال (ص) (أوصاني ربي بتسع······ أن أعفو عمن ظلمني وأصل من قطعني) وقد سئل النبي (ص) عن القطيعة وعن قوم يقطعون رجلا لهم فقال لرسول الله (ص): أصلهم فيقطعونني، فقال له (ص): (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحم وصلها)، فلا تتعامل مع الأقارب معاملة التجار إن أحسنوا تحسن وإن أساءوا تسيء، ولكن عاملهم إن أحسنوا أو أساءوا تحسن إليهم· هذا هو الدين، وليعلم أحدُنا أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم لأن قاطع الرحم ملعون بنص القرآن (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)· وعلى الإنسان إن تضرر من معاملة أقاربه أن يصلهم بما لا يشق عليه أو يفسد عليه حياته ولو عن طريق الهاتف أو الكلام معهم في المناسبات حتى تُقبل أعماله عند الله فإن المتخاصمين أعمالهم موقوفة لا تُرفع إلا إذا اصطلحا·