غريب أمر وزارة الشبيبة والرياضة، ففي الوقت الذي كان ينتظر منها أن تضرب بيد من حديد من لطخوا وسوّدوا وجه الكرة الجزائرية، خرجت علينا بخرجة غريبة لا أحد كان ينتظرها حتى المتسببين أنفسهم في مهزلة (الدوحة)، فمديرية الشبيبة والرياضة اعتبرت النتائج المحصلة عليها من طرف الرياضيين الجزائريين في أولمبياد العرب التي أختمت الجمعة الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة بالمتوسطة، ولم تصفها بالإخفاق، وهو (عين الخطأ) والتهرب إلى واقع مظلم لن يزيد رياضتنا إلا مهازل أخرى· تصوروا أن الوزارة الوصية على الرياضة الجزائرية وهي التي وعدتنا بأن يكون للجزائر من المعدن النفيس أكثر من ثلاثية ميدالية،إلا أنها أشادت ولو بطريقتها الخاصة بالمركز الخامس للجزائر في ذات الألعاب، وكان بذات الوزارة تقول إن الجزائر تركت وراءها في جدول الترتيب 13 دولة كاملة، دون احتساب ثلاث دول لم يسعفها الحظ في دخول سلم الترتيب، وهي موريتانيا وجزر القمر والصومال· لكن الذي تناستها الوزارة ذاتها أن عدد الميداليات الذهبية التي حصل عليها جميع الرياضيين الجزائريين في هاته الألعاب، هو نفس العدد الذي ناله السباح التونسي أسامة الملولي· زد على ذلك وأنا على يقين أن لا أحدا من وزارة الشباب والرياضة الجزائرية تمعن جيدا في صبورة الميداليات في ختام الألعاب، أن مصر التي احتلت الصدارة نالت لوحدها 90 ذهبية، وتونس تعدى عدد ذهبياتها من المعدن النفيس أكثر من خمسين، والمغرب عدد ذهبياته أكثر من ضعف عدد ذهبيات الجزائر، والجزائر تقدمت السعودية بذهبية واحدة فقط· وبما أن حصيلة الجزائر ونقولها لتاريخ هي الأسوأ في تاريخ الدورات العربية، فماذا ننتظر مستقبل من وزارتنا الوصية، عقب كل (مهزلة) رياضية، وما أكثر المهازل القادمة، لذا لا نتعجب إذا راحت وزارتنا (المسكينة) تشيد برياضيينا في أولمبياد لندن المقبل، حتى ولو عادت الجزائر من هذا العرس الرياضي العالمي بدون ميدالية حتى ولو كانت (حديدية)، ولا نقول برونزية·