لم يجرم الإسلام اللقاء بين الرجال والنساء في شتى مناحي الحياة، ولكنه وضع ضوابط وآداباً ينبغي الالتزام بها عند حدوث مثل تلك اللقاءات العابرة التي قد تفرضها الضرورة. يقول الدكتور يوسف القرضاوي، ان لفظ «الاختلاط» دخيل على التراث الاسلامي ولم يرد فيه مطلقا! واضاف ان الاسلام لم يدع ابداً الى «حبس» المرأة في البيت وعزلها عن الحياة الاجتماعية كما يزعم البعض، ولكنه سمح لها بالخروج ومشاركة الرجال في الحياة، اما «حبس» المرأة في البيت فانه جاء في نطاق العقوبات التي اوقعها الله على المرأة الناشز او التي ارتكبت جريمة الزنى، وذلك قبل استقرار التشريعات الاسلامية. واعترض على القائلين بأن التشدد في التعامل مع خروج المرأة يعتبر من باب «سد الذرائع»، موضحا ان سد الذرائع باب كبير وعظيم في الفقه الاسلامي، ويشترط فيه ان تكون مفاسد الذريعة اكبر من مصالحها، وهو ما لا يوجد في مسألة خروج المرأة وممارستها للحياة اذا التزمت الحشمة والحياء والاداب والقيم الاسلامية والعامة. واشار الى ان التشديد في التعامل مع المرأة ليس هو الاصل ولم يوجد في عهد النبوة ولا الصحابة، مؤكداً ان المرأة كانت تخرج للصلاة في النهار والليل بالرغم من عدم تعبيد الطرق ووجود انارة، وكانت تلتقي بالرجال في الحياة اليومية.. وكان النساء يتلقين دروس العلم من النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال حتى طلبن ان يكون لهن يوم مستقل نظرا لكثرة عدد الرجال وتأثيره على تلقيهن العلم. واضاف ولكن عندما بدأت النساء يكثرن في الخروج وبدأ بعضهن يبالغن في زينتهن زجرتهن السيدة عائشة (ام المؤمنين) وقالت: «لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما احدثتن بعده لمنعكن من الخروج». واكد انه لا حرج في التعامل بين الرجل والمرأة في الحياة اليومية، شريطة ان يتم التعامل في الضرورات وبشكل طبيعي يراعي خصائص كليهما، وان تبتعد المرأة عن الخضوع بالقول بغرض جذب الرجل لها، والمبالغة في الزينة واظهار محاسنها له وان تراعي الحدود الشرعية المعروفة.