يعرف سهرة اليوم الاثنين أفضل لاعب لسنة 2011 من خلال فعاليات الحفل السنوي لتوزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في مدينة زيوريخ السويسرية، إذ ينتظر أن تتّجه الأنظار كالمعتاد نحو المرشّحين لجائزة أفضل لاعب في العالم بصفتها الجائزة الأهمّ والأبرز من بين جميع جوائز (الفيفا)· ب· ع/ وكالات كثيرا ما تتباين الآراء حول اللاّعبين المرشّحين للجائزة وتسود الحيرة معظم عشّاق اللّعبة في كلّ أنحاء العالم، حيث تختلف الآراء دائما حول اللاّعبين الثلاثة الذين يبلغون القائمة النّهائية· ولا ينتظر أن يكون الصراع على لقب أفضل لاعب في العالم 2011 استثناء من ذلك، حيث تسود الحيرة بين الملايين من عشّاق الساحرة المستديرة في كلّ أنحاء العالم، وينتظر أن يسفر الاختيار النّهائي عن سعادة البعض وحزن آخرين· *** إسبانياسعيدة لكن مكانا واحدا فقط لن يعرف سوى الفرح وهو إسبانيا التي سيطرت عليها السعادة منذ الإعلان عن القائمة النّهائية للاّعبين الثلاثة المرشّحين للجائزة، حيث احتكر لاعبو الدوري الإسباني الأسماء الثلاثة التي أعلنها (الفيفا) في القائمة النّهائية للمرشّحين للفوز بالكرة الذهبية، والتي تشهد للعام الثاني على التوالي اندماج جائزة الكرة الذهبية المقدّمة من مجلّة (فرانس فوتبول) الفرنسية المتخصّصة مع لقب أفضل لاعب في العالم لنفس العام، والذي كان (الفيفا) يجري الاستفتاء عليه بشكل منفصل عن (فرانس فوتبول)· *** ثلاثة نجوم يتصارعون من أجل لقب واحد استحوذ الإسباني تشافي هيرنانديز والأرجنتيني ليونيل ميسي نجما برشلونة الإسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني على الأماكن الثلاثة في القائمة النّهائية التي أعلنت في ديسمبر الماضي، ليصبح الدوري الإسباني هو الفائز الأكبر والمؤكّد في حفل الغد· وفي العام الماضي وللمرّة الثالثة فقط في تاريخ جائزة الكرة الذهبية انحصر التنافس على لقب أفضل لاعب في العالم بين ثلاثة لاعبين من فريق واحد هو برشلونة الإسباني، وبالتحديد بين ميسي وتشافي وأندريس إنييستا على جائزة الكرة الذهبية لعام 2011. *** أبناء كتالونيا يتمنّون فوز تشافي يحظى كلّ من اللاّعبين الثلاثة بشعبية جارفة بين المشجّعين، لكن الشعور السائد في إقليم كتالونيا معقل فريق برشلونة يتّجه نحو ترشيح تشافي للجائزة بعد سنوات طويلة قاد فيها خطّ وسط الفريق بشكل رائع وأداء متألّق، بالإضافة إلى عدم فوزه بالجائزة من قبل· *** المؤشّرات تميل إلى ميسي تشير معظم المؤشّرات داخل إسبانيا وخارجها إلى أن ميسي هو المرشّح الأقوى بعدما واصل تألّقه مع برشلونة في عام 2011 وساهم بشكل فعّال في فوز الفريق بألقاب خمس من البطولات الستّ المتاحة أمامه في عام 2011· وفاز ميسي بالجائزة في العامين الماضيين، كما قدّم موسما رائعا مع برشلونة في الموسم الماضي وتوّج خلاله مع الفريق بلقب الدوري الإسباني للموسم الثالث على التوالي وحلّ ثانيا في قائمة هدّافي المسابقة برصيد 31 هدفا وبفارق تسعة أهداف خلف رونالدو الذي أحرز لقب الهدّاف· وقاد ميسي فريق برشلونة إلى الفوز بألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأسي السوبر الأوروبي والإسباني وكأس العالم للأندية· ورغم ذلك تعرّض ميسي لخيبة أمل كبيرة بسبب خروجه المبكّر مع المنتخب الأرجنتيني صفر اليدين من دور الثمانية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2011 بالأرجنتين· *** ميسي على عتبة رقم بلاتيني سيكون ميسي في حال تتويجه هو سادس لاعب يتوّج بالجائزة ثلاث مرّات، لكنه الثاني فقط الذي يفوز بها ثلاث مرّات متتالية حيث سبقه بلاتيني فقط· وتجدر الإشارة أيضا إلى أن كلاّ من البرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان توّج بجائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرّات، لكن في استفتاء (الفيفا) حيث فاز بها رونالدو في أعوام 1996 و1997 و2002، كما فاز بها زيدان في أعوام 1998 و2000 و2003· ومع دمج الجائزتين سويا بداية من عام 2010. *** تشافي المرشّح الثاني شارك تشافي بقدر كبير إلى جوار ميسي في فوز برشلونة بهذه الألقاب الخمسة في عام 2011، كما تألّق في صفوف المنتخب الإسباني الذي تأهّل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) بعدما حقّق الفوز في جميع المباريات الثماني التي خاضها في مجموعته بالتصفيات· ورغم المستوى الرّائع والتمريرات الدقيقة لتشافي الذي يمثّل رمامنة الميزان في أداء برشلونة في معظم المباريات قد تلعب أهداف ميسي الغزيرة والحاسمة دورا كبيرا في فوزه بالجائزة للعام الثالث على التوالي، ليعادل بذلك إنجاز بعض النّجوم السابقين الذين أحرز كلّ منهم الجائزة ثلاث مرّات· *** لويس سواريز آخر إسباني توّج بالجائزة اللاّعب الإسباني الوحيد الذي سبق له الفوز بجائزة الكرة الذهبية هو لويس سواريز صانع ألعاب برشلونة سابقا وكان ذلك في عام 1960· في المقابل، يأمل رونالدو في الفوز بالجائزة للمرّة الثانية في تاريخه بعدما أحرزها في عام 2008 بعدما قدّم مسيرة رائعة في عام 2011 من خلال أهدافه الغزيرة في الدوري الإسباني وتألّقه في صناعة العديد من الأهداف لباقي زملائه في الموسم الحالي· وقد تكون العقبة الوحيدة في طريق فوز اللاّعب بالجائزة هذه المرّة هو عدم فوز الرّيال بلقبي الدوري الإسباني ودوري الأبطال الأوروبي، حيث حلّ ثانيا في الدوري المحلّي بالموسم الماضي، كما سقط أمام برشلونة في المربّع الذهبي لدوري الأبطال، بينما كان لقب كأس ملك إسبانيا هو الوحيد الذي حصده الرّيال في عام 2011 بعد التغلّب في النّهائي على برشلونة· وتأتي جائزة الكرة الذهبية دائما على رأس جميع الجوائز الشخصية التي يأمل أيّ لاعب كرة قدم في الفوز بها· وابتكرت مجلّة (فرانس فوتبول) هذه الجائزة قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، حيث بدأت تقديمها منذ عام 1956 لأفضل لاعب أوروبي في كلّ عام طبقا للتصويت بين أبرز الصحفيين· وفي عام 1995 قرّرت المجلّة أن يدخل جميع اللاّعبين المحترفين في أوروبا السباق على هذه الجائزة لتكون الكرة الذهبية من نصيب أفضل لاعب في أوروبا ولا تقتصر على الجنسيات الأوروبية·