اللاعب الإسباني الأنيق تشافي هيرنانديز، قال في تصريحات إعلامية مؤخرا أنه ينصح أنصار فريق برشلونة في الجزائر، بعدم الاحتكاك بأنصار غريمهم ريال مدريد، لأن ما يحدث في الملعب من إثارة وتنافس ومعارك، تحت مسمى الكلاسيكو، ليس في نهاية المطاف، سوى لعبة، وقد تناقلت الكاميرات مؤخرا صور بعض اللاعبين من الفريقين الغريمين وهما يقومان بالسياحة في المغرب، يدا بيد، في الوقت الذي تندلع فيه المعارك الضارية، ويباح فيها القتل وسفك الدماء في الجزائر بسبب خلاف حول البارصا والريال، أو بين عشاق ميسي ورونالدو؟!! أكثر من ذلك، هنالك منطقة نائية في وهران، انقسم سكانها إلى معسكري حرب، عائلات تناصر البارصا في ضفة، وأخرى تناصر الريال، والغريب أن الأوائل لا يجتمعون مع الآخرين، حتى في الأعياد والمناسبات، ولا يتزوجون من بعضهم البعض، كما لا يتجاورون ولا يتزاورون، في الوقت الذي تعاني فيه هذه المنطقة النائية من كل مظاهر البؤس والنحس وقلة الحال وكثرة المحال، على غرار البطالة والفقر وانتشار الجريمة، وغياب النقل ووأد المشاريع وفساد المنتخبين وإرهاب الإدارة وغيرها من المظاهر غير العصرية، ولا يحضر في هذه البيوت القصديرية، أو في معظمها سوى البرابول وبطاقات الجزيرة الرياضية لمشاهدة الليغا، ويحضر إلى جانبها طبعا... الحقد المتبادل بين المجموعتين؟!! المغني العاطفي الكبير والذي يعد جزءا من التراث الفني العالمي وليس فقط في إسبانيا، خولي ايغسياس، قال بعبارات لا تخلو من الطرافة قبل أيام أن الطريقة الوحيدة التي بقيت لريال مدريد من أجل الفوز على برشلونة في مواجهات الكلاسيكو تتمثل في تجنيد قناصة لإطلاق النار على ميسي وانييستا، ولم يكن خوليو يعرف ربما أن هذه الطريقة امتدت فعلا إلى عشاق البارصا والريال في الجزائر، وأن هنالك من يقتل صديق عمره، أو ابن جاره، وربما حتى شقيقه أو والده، لأنه يناصر ميسي، في حين يعشق الثاني كريستيانو؟!! قدر العرب والمسلمين، والجزائريين منهم، أن يعيشوا بين القناصة والبلطجية والشبيحة، فإذا لم يتوفر لهؤلاء عمل دائم، عثروا على لذتهم بالقتل، وتلقوا عن ذلك أجرهم المطلوب، بسبب مقابلة في كرة القدم، ويا ليتها كانت محلية لبررنا الأمر بمجرى العنف في دمنا منذ عقود، ولكنها عالمية، وبين لاعبين من جنسيات مختلفة، لا علاقة لهم بالعرب والمسلمين!!