حاول الداعية السعودي المعروف عائض القرني تبرير (الاعتداء الفكري) الذي قام به اتجاه الكاتبة السعودية سلوى العضيدان، في حادثة شغلت الأوساط الثقافية السعودية، ووجَّه لها رسالة نشرتها صحيفة (عكاظ) الثلاثاء قائلا (أنا وإياك يا ابنتي الغالية لم نخترع أفكاراً حصرية ولم نكتشف في كتبنا اكتشافات علمية خاصة بنا كالنظرية النسبية، بل ما كتبناه وما قلناه سبقنا إليه من قبلنا)· واستشهد الداعية السعودي بشيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقل عشرات الصفحات في كتبه لعلماء، دون ذكر المرجع، ويتساءل: هل كان هذا عجزاً من ابن تيمية؟ وقال القرني إنه ليس عاجزاً عن التأليف، وأضاف (أنا أستطيع تأليف كتاب كامل دون الرجوع إلى مصدر، وقد أُعطيت في البحرين جائزة المؤلف العربي الأول، والذي يحفظ القرآن وآلاف الأحاديث وآلاف الأبيات وطالع آلافَ الكتب هل يعجز عن التأليف من حفظه؟)· ويأتي حديث القرني بعد أن قضت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام السعودية بتغريمه مبلغ 330 ألف ريال سعودي، في القضية التي تقدمت بها الكاتبة السعودية العضيدان واتهمته فيها ب(الاعتداء على حقوقها الفكرية)· وشمل الحكم سحب كتاب القرني (لا تيأس) من الأسواق، ومنعه من التداول، ووضعه بشكل رسمي على قائمة المنع حتى لا يدخل إلى المملكة السعودية· من جهته علق المحامي عبد الرحمن اللاحم الناشط الحقوقي المعني بحقوق الملكية الفكرية على الحكم بأنه يقدم رسالة إيجابية للناس، وأنه عليهم أن لا يتأخروا في التقدم إلى المؤسسات القضائية في حالة الاعتداء على حقوقهم الفكرية، وقال إنه (لا أحد فوق القانون)· وأضاف المحامي اللاحم إنه سعيدٌ بالحكم، داعيا المؤسسات القضائية إلى الاهتمام أكثر بقضايا حقوق الملكية الفكرية، خاصة وأنها تهيئ مناخا للإبداع الحقيقي في السعودية· وحول توقيت تطبيق الحكم، وهل سيطبق فورا، بين اللاحم أن (الحكم قابل للاستئناف خلال 60 يوما)· وكانت العضيدان قد صرحت بأن هناك اتصالا دار بين زوجها ود· القرني، وقد طلبت من الأخير على لسان زوجها بأن يعتذر رسمياً ويقر بالسرقة علناً، وأن يسحب الكتابَ من السوق، بالإضافة إلى إيقاف طباعة كتابه، وعدم توزيعه، مؤكدة أن القرني لم يستجب ورفض قبول كل الشروط، فما كان منها إلا الاستمرار في القضية· وأشارت إلى أنها مصدومة من هذه الفعلة، لافتة إلى أنها وجدت أن هناك نقلا لأجزاء كبيرة من كتابها، بدءاً من المقدمة، وحتى التعليقات، والأخطاء المطبعية في الكتاب، أي نقل حرفي، دون أي تغيير!