يبدو أن معاناة الجزائريين مع موجة الثلوج الكثيفة والبرودة الشديدة ستستمر للأسبوع الثاني على التوالي، فبين مشاكل انقطاع الطرقات، ومشاكل الندرة الحادة التي مست أهم المواد الاستهلاكية، وعلى رأسها الغاز في بعض المناطق النائية والمعزولة، نسجل كذلك ندرة ملفتة لمواد استهلاكية أخرى في بعض محلات بيع المواد الغذائية، ببعض نواحي العاصمة، ولا يرجع الأمر لندرة في توفر هذه المواد على مستوى السوق المحلية بالأساس، وإنما لعجز أصحاب المحلات المعنية عن التوجه إلى أسواق الجملة، لاقتناء ما تتطلبه رفوف محلاتهم، وما يحتاج إليه المواطن العاصمي بشكل يومي تقريبا، مثل الخبز، الحليب، السكر، القهوة، الطماطم المصبرة، بعض أنواع الحبوب الجافة والبقوليات، وحتى مواد التنظيف، وذلك بسبب عجز التجار وأصحاب المحلات عن التوجه إلى تجار الجملة لاقتناء السلع اللازمة في محلاتهم· في ذات السياق، سجلت بعض المحلات عبر عدد من بلديات العاصمة، كتليملي، باب الواد، المدنية، باش جراح، عين النعجة، بئر توتة وغيرها، نقصا في هذه المواد واسعة الاستهلاك، خاصة مع البرودة الشديدة، التي تميز هذه الأيام، وهو ما زاد من قلق المواطنين، وتخوفهم من الوصول إلى حالة من الندرة التي يستحيل معها تلبية الطلبات اليومية المتزايدة، أو اللجوء إلى سياسة الاحتكار والمزايدة من طرف بعض التجار الجشعين، ممن يستغلون مثل هذه الفرص للأسف الشديد، لأجل رفع الأسعار، لهثا وراء الربح السريع، بغض النظر عن كافة المعايير الإنسانية أو الأخلاقية، ما زاد من استياء البعض من سكان العاصمة، الذين قالوا إنهم غالبا ما يدفعون ثمن كل الأحداث والظروف الطارئة· تقول إحدى المواطنات القاطنات بحي تليملي، إنه ومنذ بداية الأحوال الجوية غير الاعتيادية التي تعيشها عدة مناطق من الوطن، مع التهاطل الكثيف للثلوج والأمطار، يعانون من نقص الكميات المتوفرة في مادة الخبز عبر عدد من المخابز بالحي المذكور، ما تطلب منهم ضرورة الاستيقاظ في ساعات مبكرة جدا من الصباح لأجل اقتناء ما يحتاجون إليه من هذه المادة الأساسية، قائلة إن بعض أصحاب المخابز، يعلقون المشكلة على رداءة الأحوال الجوية التي تسببت في انقطاعات متكررة للكهرباء، من جهة، وإغلاق الطرقات من جهة أخرى، متمنية أن تمر هذه العاصفة الثلجية في سلام، خاصة وأنها سجلت العديد من الاضطرابات عبر ولايات الوطن، تطالعنا بها الصحف ونشرات الأخبار كل يوم· وفي السياق ذاته دائما، كشف أحد الباعة بالجزائر الوسطى، عن ندرة كبيرة للبيض في الأسواق، نظرا لأن غالب الممونين بهذه المادة، من ولاية برج بوعريريج، ونظرا لأن الطرقات لا تزال مقطوعة نتيجة الثلوج الكثيفة، فمن المحتمل أن يسجل نقص ملفت للبيض بالأسواق أو بالمحلات، وقد وصل بعض أصحاب محلات بيع المواد الغذائية إلى عرضه ب13 دج· أما بحي باب الواد الشعبي، فقالت السيدة (ب· سهيلة) إن حليب الأكياس ناقص بشكل حاد للغاية، حيث صاروا يقتنونه يوما بعد يوم، أو يوما بيومين، وهو ينفد بعد ساعات مبكرة من جلبه، ما دفعها إلى الاعتماد على مسحوق الحليب، رغم سعره المرتفع، واختلاف مذاقه عن مذاق الحليب العادي أي حليب الأكياس، وهو ونفس الإشكال المسجل على مستوى عدد من المحلات بعين النعجة، حيث قال المواطنون الذين تحدثوا إلينا في هذا الشأن، إن هنالك تذبذبا حقيقيا فيما يتعلق بتوزيع حليب الأكياس منذ بدء الاضطرابات الجوية، بيد أن الأكثر من ذلك هو النقص المسجل أيضا ببعض المواد الاستهلاكية، مثل السكر، القهوة، بعض أنواع الحبوب، وغيرها، فيما أن عددا من أصحاب المحلات الذين اقتربنا منهم للوقوف على سبب المشكلة، يرجعون السبب إلى نفاد الكميات الموجودة في محلاتهم، وعدم قدرتهم على التوجه إلى أسواق الجملة لاقتناء المزيد من السلع بسبب إغلاق عدد من تجار الجملة من جهة والاختناق الرهيب في الطرقات المؤدية إليها، بفعل الأمطار، مثلما هو الشأن بمحلات الجملة في السمار، مع أنهم يحاولون ضمان الحد الأدنى من الخدمة لزبائنهم، مؤكدين أن المشكلة لا تتعلق بالموطن دائما، بل أثرت عليهم بشكل قوي كذلك، حيث تراجعت مداخيلهم بشكل ملفت، ولا أحد يمكن أن يتعمد الخسارة لنفسه، لكن هو ما فرضته الظروف الطبيعية الحالية، وعلى الجميع التعاون والتفهم لأجل اجتياز هذه المرحلة بسلام·