تعرّضت العديد من شاحنات نقل قارورات غاز البوتان ل (هجومات) متفرّقة عبر العديد من مناطق القطر الوطني، وأفاد شهود عيان ل (أخبار اليوم) بأن مواطنين غاضبين في عدّة بلديات لم يتوانوا في مهاجمة تلك الشاحنات و(احتجاز) سائقيها و(تقاسم) حمولتها، في الوقت الذي تستمرّ فيه أزمة التموين بالغاز عبر التراب الوطني رغم الجهود التي تبذلها مؤسسة (نفطال)· أقدم سكان القرى المتضرّرة من موجة البرد التي عصفت بولاية تيزي وزون على التعرّض للشاحنات الحاملة لقارورات غاز البوتان باتجاه المناطق الأخرى، حيث أكّدت مصادر مطّلعة أن السكان عمدوا إلى الوقوف في طريق الشاحنات وإيقافها عنوة وإنزال عدد من القارورات قبل إخلاء سبيلها، ما جعل السلطات المحلّية خاصّة البلديات التي تتكفّل بإيصال الغاز إلى القرى المعزولة تطالب بضرورة إرفاق الشاحنات بقوّات الأمن لأن المتعرّضين لها ليسوا من المحتاجين فقط وإنما من عصابات تتاجر في الغاز مستغلّة حاجة المواطنين إليها، حيث سيتمّ تخزينها لإعادة بيعها مجدّدا في عزّ الأزمة، خاصّة مع التحذيرات الكثيرة من عودة تساقط الثلوج مجدّدا على ارتفاع 100 متر ابتداء من اليوم، وهي الحوادث التي أثارت امتعاض المحتاجين إلى الغاز قصد توفير التدفئة أو الطبخ بعدما قاربت درجات الحرارة ال 15 درجة تحت الصفر· واستقدمت ولاية تيزي وزو في اليومين الأخيرين كمّيات هائلة من غاز البوتان بعد استنجادها بالولايات المجاورة، وبلغت الكمّية التي دخلت الولاية حسب مصدر من الخلية الولائية للأزمة 20 ألف و825 قارورة وزّعت منها 20 ألف و615، في انتظار قدوم 60 شاحنة ينتظر تحميلها من برّاقي بالعاصمة، هذه الأخيرة التي أكّدت مصادر أن طوابير الانتظار عرقلت تزويدها بطريقة منتظمة· وتجدر الإشارة إلى أن ولاية تيزي وزو عرفت منذ بداية الاضطراب النّاتج عن تساقط الثلوج وموجة البرد والصقيع أزمة خانقة في توفير غاز البوتان على وجه الخصوص منذ نهاية الأسبوع المنصرم بعدما تمكّنت السلطات بمساعدة المواطنين من فتح الطرقات، ما فتح المجال لسكان القرى المتضرّرة للتنقّل إلى نقاط البيع من أجل التزوّد بغاز البوتان، خاصّة بعد الانقطاعات الكبيرة للتيّار الكهربائي الذي تعرفه أغلب البلديات مع تساقط الثلوج والأمطار، ما يحرم هؤلاء من الاعتماد على وسائل الكهرومنزلية للتدفئة· الطلب الذي فاق وبكثير الكمّيات المعروضة خلق أزمة كبيرة في عملية تنظيم التوزيع وتمكين جميع المواطنين من الحصول على هذا المورد الهام وسط موجة البرد والصقيع الذي تعرفه المنطقة منذ أزيد من أسبوعين، حيث حاولت السلطات تنظيم أنفسها بتولّي الجهات المحلّية نقل الغاز إلى البلديات المعزولة والبعيدة عن نقاط البيع ليتمّ بعدها تحويله للجان القرى التي تتكفّل بتوزيعه على العائلات حسب الحاجة، إلاّ أن هذه المساعي باءت بالفشل، حيث لا تزال قرى وبلديات بأكملها خارج التغطية بغاز البوتان خاصّة بالجهة الجنوبية والشرقية للولاية وحتى عاصمة الولاية· حيث سجّلت العديد من الاحتجاجات وغليان الشارع بمنطقة القبائل بسبب النّقص الحادّ في الغاز، ولا يتمّ الظفر بقارورة واحدة إلاّ بعد ساعات من الانتظار في طوابير لا منتهية· وأثارت التحذيرات المتواصلة من عودة الاضطرابات الجوّية من ليلة أمس حالة استنفار قصوى من قِبل المواطنين الذين تخوّفوا من عودة حالة العزلة التامّة التي عرفتها جلّ مناطق الولاية من قرى وأرياف وحتى المناطق الحضرية، حيث نفدت البقول والحبوب الجافّة من المحلاّت، إلاّ أن عائق الغاز الطبيعي أثار استياء المواطنين الذين دخلوا في سباق مع الزمن· وأمام انعدام سبل الحصول على قارورة غاز أقدم أمس العديد من السكان على تنظيم حركات احتجاجية تعبيرا عن تذمّرهم، وفي ذات السياق قام أمس سكان قرى بوغني بغلق الطريق الوطني رقم 30 في شطره الرّابط بين بوغني وواضية وذلك للمطالبة بتوفير الكمّية الكافية تحسّبا للأيّام المقبلة·