أطلق عدد من علماء سوريا يطلقون على أنفسهم تسمية (علماء الشام)، صرخة عاجلة لحقن دماء السوريين بغض النّظر عن الجهة المتسبّبة في نزيف الدم السوري· وجاءت هذه الصرخة بعد أن أدرك العلماء الذين أطلقوها أن سوريا التي كانت موئل الأمّة العربية والإسلامية وملجأهما (غدت تحترق وتلتهمها نيران بعض من أبنائها وهي تمضي الآن إلى المجهول)· جاءت صرخة (علماء الشام) في نص الرسالة التي عنونت ب (رسالة مفتوحة من علماء الشام، معذرة إلى ربّكم ولعلّهم يتّقون)، والمذيّلة بتوقيع كلّ من شيخ القرّاء كريم راجح، سارية عبد الكريم رفاعي، محمد راتب النابلسي ومحمد هشام البرهاني، وتمّ نشرها على صفحات كلّ من الشيخ راجح والشيخ أسامة الرفاعي والشيخ سارية الرفاعي وعلى صفحة (محاضرات الشيخ راتب النابلسي) على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك)· وجاء في الرسالة: (بعد صمت أُلجِنا إليه وتريّث وترقّب على أمل أن يكون القادم أفضل، وبعد سعينا بكلّ جهدنا لأجل حقن الدماء وعدم تأزيم الأمور بالنّصح والتوجيه، وجدنا أننا ما نزال نبتعد عن الحلّ السديد باستمرار الحلّ الأمني وتصعيده عسكريا، حتى غدت معه سوريا التي كانت موئل الأمّة العربية والإسلامية وملجأهما تحترق وتلتهمها نيران بعض من أبنائها وهي تمضي الآن إلى المجهول)· وأردفت الرسالة: (لذلك فإننا معشر علماء الشام وأهل هذا الوطن السوري الحبيب ومن واقع مسؤوليتنا والأمانة التي حملناها نعلن ما يلي: أوّلاً: نترحّم على أرواح شهدائنا ونعزّي آهاليهم وندعو اللّه أن يلهمهم الصبر والسلوان، ونسأل اللّه تعالى الشفاء العاجل للجرحى والحرّية للمعتقلين، ثانيا: نبرأ إلى اللّه تعالى من هذه الدماء التي تراق على أرض محافظاتنا السورية ونحذّر من أثر ذلك على مستقبل الوطن ووحدته)· وأضافت الرسالة: (ثالثا: نطالب جيشنا العربي السوري ضبّاطا ومجنّدين بعدم المشاركة في القتل وقصف المدن والأحياء مهما كانت الأسباب والذرائع، فالقتل من أكبر الكبائر عند اللّه تعالى ولا يحلّ في كلّ الشرائع والقوانين ولا يحلّ الأمر به أو الاستجابة لمن يأمر به، بل إنه من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة لقي اللّه مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة اللّه، رابعا: نطالب بإتاحة المجال للإغاثة والإسعاف ومدّ يد العون لمن يحتاج وعدم عرقلة ذلك)· وتابعت الرسالة: (خامساً: ندعو أهل سوريا جميعا إلى وجوب التلاحم والتكاتف والتراحم وتقديم ما يستطيعونه من دواء وغذاء وكساء وإيواء إلى إخوانهم وأهلهم المتضرّرين دون أن يحال بينهم وبين ذلك، سادسا: نستنكر أيّ فعل يستهدف به أيّ شخص على خلفية طائفية وظنّنا بشعبنا العربي السوري ومن خلال تاريخنا المشرق في التعايش المشترك، أنه لا يساق إلى فتنة أو حرب أهلية)، وختمت: (وإلاّ فاليوم جيش وغدا لا جيش، واليوم حكم وغدا لا حكم، غير أن سوريا هي المنتصرة والعاقبة للشعب ولهذا الوطن، ولينصرنّ اللّه من ينصره، إن اللّه لقوي عزيز)· وتتّهم السلطات (جماعات مسلّحة) مموّلة ومدعومة من الخارج بالوقوف وراء أعمال عنف أودت بحياة مدنيين ورجال أمن وعسكريين، فيما يقول ناشطون ومنظّمات حقوقية إن السلطات تستخدم (العنف لإسكات صوت الاحتجاجات)· وتشهد عدّة مدن سورية منذ شهر مارس الماضي تظاهرات ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدّر الأمم المتّحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سوريا بأكثر من 5000 شخص، فيما تقول مصادر رسمية سورية إن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمّل (جماعات مسلّحة) مسؤولية ذلك·