انتفض 100 عالم من علماء سوريا، في سابقة من نوعها منذ اندلاع الأحداث بهذا البلد، ضد الجيش السوري النظامي، وطالبوه في رسالة مفتوحة موقعة من قبلهم، تميزت بخروج الداعية الشيخ راتب النابلسي عن صمته لأول مرة، بعدم التعرض للمتظاهرين سلميا. أصدر مجموعة من كبار علماء دمشق، رسالة طالبوا فيها ضباط وجنود الجيش السوري بعدم المشاركة في القتل وقصف المدن السورية "مهما كانت الأسباب والذرائع"، وأكدوا أن "القتل من أكبر الكبائر عند الله تعالى ولا يحل في كل الشرائع والقوانين ولا يحل الأمر به أو الاستجابة لمن يأمر به"، مضيفين أنه أكثر منذ ذلك "بل إنه من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله"، واستنكر العلماء استهداف أي شخص على خلفية طائفية، ودعوا إلى الحذر من كل الجهات التي تريد إذكاءها في سوريا . وطالب البيان الذي وقع عليه كل الدكتور محمد راتب النابلسي وأسامة الرفاعي وسارية الرفاعي وشيخ القراء كريم راجح ومحمد هشام البرهاني، "بإتاحة المجال للإغاثة والإسعاف ومد يد العون لمن يحتاج وعدم عرقلة ذلك"، ودعا أهل سوريا إلى "وجوب التلاحم والتكاتف والتراحم وتقديم ما يستطيعونه من دواء وغذاء وكساء وإيواء إلى إخوانهم وأهلهم المتضررين"، وجاء هذا المطلب بعد النداء الذي وجهه أهل حمص ودرعا إلى العالم أجمع بتقديم يد المساعدة خاصة الطبية إليهم. وقال البيان الذي حمل اسم الشيخ راتب النابلسي وهي الخرجة الأولى لهذا الشيخ الذي رفض الحديث عن كل ما يمد بصلة لأحداث التي تشهدها سوريا منذ أكثر من 10 أشهر، وحمل عنوان "رسالة مفتوحة من علماء الشام، معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون" أنه "بعد سعينا وبكل جهدنا لأجل حقن الدماء وعدم تأزيم الأمور بالنصح والتوجيه وجدنا أننا ما نزال نبتعد عن الحل السديد باستمرار الحل الأمني وتصعيده عسكريا"، وأضافوا أنهم يبرأون "إلى الله تعالى من هذه الدماء التي تراق على أرض محافظاتنا السورية ونحذر من أثر ذلك على مستقبل الوطن ووحدته". وختم العلماء محذرين بقولهم "ظننا بشعبنا العربي السوري ومن خلال تاريخنا المشرق في التعايش المشترك أنه لا يساق إلى فتنة أو حرب أهلية، وإلا فاليوم جيش وغدا لا جيش، واليوم حكم وغدا لا حكم، غير أن سورية هي المنتصرة والعاقبة للشعب ولهذا الوطن ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز". وتأتي هذه الرسالة أياما فقط بعد رسالة الشيخ القرضاوي والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي طالب الدول العربية والإسلامية بطرد السفراء السوريين لديها وقطع كل أشكال التعامل مع سورية والدول المساندة لها، خاصة روسيا والصين، وكذا بعد رسالة هيئة علماء سوريا التي دعوا فيها لما سموه بوجوب الجهاد في سوريا، وطالب فيها علماء سوريا الجيش النظام بالانشقاق عن نظام الأسد، ودعوا الدول الإسلامية لضرورة تقديم يد العون لأشقائهم السوريين.