تابعت الهيئة الشرعية للحقوق ما يجري لإخواننا المسلمين بأرض الشام من بلاء وفتنة في الدين وقتل وترويع للآمنين، وانتهاك للحرمات واستهانة بالمقدسات، وذلك طوال شهر رمضان والأعياد، وإزاء هذه المآسي البشعة فقد أصدرت الهيئة البيان التالي: إن نظاماً يقوم سياسياً على مبادئ حزب البعث اللاديني من جهة، ويقوم دينياً على النحلة النُصيرية الباطنية الباطلة من جهة أخرى، لا يمكن بحال أن يكون نظاماً شرعياً أو مكتسباً لأدنى قدر ٍ من مشروعية. فإذا انضاف إلى ذلك تخوّض هذا النظام الباطل في دماء الشعب السوري بكل فئاته، واعتدائه على حرمات المساجد وإهانة المصاحف، وإزهاق الأرواح المعصومة وإتلاف الأموال المصونة، فقد تأكد بذلك سقوط شرعيته، وتمهدت السبل المشروعة لمقاومته وإسقاطه، وبذل كل الأسباب المشروعة والمتاحة في مواجهته. المقتول من أهل الإيمان في مواجهة هذا الظلم والطغيان والعدوان نحسبه عند الله تعالى من الشهداء، والمقتول دون نفسه أو عرضه أو ماله شهيد. وليعلم الجميع أن كل من أمر بالقتل أو باشره أو أعان عليه – بغير حق – فقد أتى ما يُهدر به دمَه، وتحل معه عقوبته في الدنيا والآخرة، يستوي في ذلك الحاكم والمحكوم، والرئيس والمرؤوس، والقائد والجنود. وعلى علماء السوء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، وظاهروا الفجرة الباطنيين على بني ملتهم وعقيدتهم أن يتقوا الله ربهم، وأن يتبرؤوا من ممالأة الطغاة ومؤازرة الإجرام. وإن التاريخ سوف يكتب مواقفهم المخزية، وسيجدون شؤم أفعالهم عند موتهم وفي قبورهم وحال حشرهم ونشرهم إلا أن يتوبوا إلى الله ربهم ويستدركوا ما فرط من سوء قولهم وصنعهم. ولتعلم قوات الجيش والشرطة السورية أنه يحرم قتل المتظاهرين المسالمين، ولا تقبل- بحال- دعوى الإكراه على القتل للأبرياء والعُزَّل والآمنين. وبإزاء هذه الجرائم فإنه يجب على حكومات الدول العربية والإسلامية أن يناصروا الشعب السوري في قضيته وأن يناصحوا القيادة الطائفية بالتنحي قبل فوات الأوان، وأن يحملوهم على التخلي بكل وسيلة ممكنة، فإنه لن تستقرَّ لهم قدمٌ بعد اليوم بأرض الشام بإذن الله تعالى. ولتعلم حكومات روسيا والصين وإيران وغيرهم، أنهم إنما يدعمون نظاماً قد كتبت شهادة وفاته بإذن الله، وأن خسارة الشعوب هي الخسارة الحقيقية، وأما الأنظمة الباطلة فإلى زوال، طال الزمانُ أم قصر. وعلى جموع شعبنا السوري المرابط في بلاد الشام أن يعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا. نسأل الله أن يمن على سوريا وسائر بلاد المسلمين بالأمن والإيمان والسلامة والعافية، وحسن العاقبة، والحمد لله رب العالمين.