لا يختلف اثنان على أن المحطات هي مقصد الكثير من اللصوص الذين نجدهم يترصدون المسافرين خاصة وأنهم يكونون في عجالة من أجل الوصول إلى مشاغلهم والظفر بحافلة، ولم تعد المحطات الرئيسية فقط ملاذهم المفضل بل انتقلت العدوى إلى المحطات الثانوية عبر كامل نقاط العاصمة، بحيث يمكثون على مستواها وكأنهم مسافرون إلا أن هيئتهم التي تكون دوما رياضية تعبر عن ما يطمحون إلى فعله مما يجبر أغلب المسافرين على اتخاذ الحيطة والحذر خاصة النسوة اللواتي نجدهن يمسكن محافظهن اليدوية بإحكام بعد أن تشكل مطمعا لهؤلاء اللصوص· هو ما يعيش سيناريوهاته العديد من المسافرين عبر أغلب محطات العاصمة سواء الرئيسية على غرار بن عكنون، باش جراح، بومعطي، ساحة أول ماي··· وانتقل الوضع إلى المحطات الثانوية التي تكون دوما على حواف الطرقات السريعة مما يسهل المهمة لهؤلاء اللصوص، وما يؤكد الوضع أكثر هو رمي مخلفات عمليات السطو بحيث عادة ما نتصادف بحافظات نقود فارغة على أرضية تلك المحطات· وفي زيارتنا لبعض المحطات عبر العاصمة أكد لنا السائقون انتشار تلك الظاهرة مع تجاربهم في الميدان، وقالوا إن الآفة تشهدها المحطات الرئيسة والثانوية وهي في تزايد، وأخبرنا أحد السائقين بمحطة بئر توتة أن اللصوص راحوا إلى استعمال حيل وغالبا ما يكون الاعتداء أثناء الصعود أين يكون الكل منشغلا بالظفر بمقعد فيغتنم هؤلاء اللصوص الوضع من أجل سرقة الحافظات الجلدية من الجيوب وحتى استعمال شفرات من أجل تمزيق الحقائب النسوية لكي ينزل كل ما كان بداخلها ولا يتأخر اللصوص في جمع الغنائم والفرار، وأضاف ذات المتحدث أنهم في كم من مرة هم من أحبطوا تلك المحاولات على مستوى المحطات الثانوية، بحيث عادة ما يقلعون بمراكبهم من دون منح فرصة لهؤلاء من أجل السطو، ورأى أن النسوة هن المقصودات في الغالب من طرفهم بالنظر إلى تثاقلهن في الصعود على خلاف الرجال· وأضاف أحد القابضين أنهم بحكم عملهم وقفوا على العديد من حالات السرقة التي يعملون على إفشالها في كل مرة خاصة تلك التي تمس النسوة والفتيات المغلوبات على أمرهن، وقال إنه في مرة كانت إحدى المسافرات صاعدة إلى الحافلة من محطة باباعلي وكان شابان يترصدانها من بعيد وأثناء تقربها من الحافلة من أجل الصعود قدما وكأنهما مسافران من ورائها إلا أنه كان بالمرصاد وحماها بطريقة ذكية من دون أن يتفطن إليه اللصان خوفا من رد فعلهما إلا أنه نبهها أنها كانت معرضة لعملية سطو على حقيبتها لولا حنكته وحنكة السائق كذلك· وبيّن أغلب السائقين والقباض بحكم مهنتهم أنهم لا يتوانون على حماية المواطنين متى أتيحت لهم الفرصة لذلك من دون المخاطرة بأنفسهم وحياتهم مع بعض الأصناف الخطيرة، كما أكدوا أن المحطات هي مطمع هؤلاء اللصوص للانقضاض على فرائسهم وطالبوا بضرورة توخي الحذر من المسافرين وكذا تزويد المحطات بأعوان أمن لحمايتهم وحماية المواطنين من بطش هؤلاء اللصوص·