استشهد طفل فلسطيني في الثانية عشر من العمر وجرح آخر أمس الأحد في غارة إسرائيلية على شمال قطاع غزّة، ما يرفع إلى 17 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في غارات إسرائيلية منذ الجمعة· وقالت مصادر طبّية فلسطينية لوكالة (فرانس برس) إن (غارة إسرائيلية في شرق مخيّم جباليا للاّجئين أدّى إلى مقتل طفل فلسطيني في الثانية عشرة من العمر وجرح آخر)· ولم يؤكّد الجيش الإسرائيلي الغارة فورا· وفي المجموع استشهد 17 فلسطينيا وجرح 28 آخرون، بينهم خمسة إصاباتهم خطيرة في غارات إسرائيلية منذ بعد ظهر الجمعة· ومن جهة أخرى، أطلق الفلسطينيون أكثر من مائة صاروخ وقذيفة (من كلّ الأنواع) على الأراضي الفلسطينية التي تحتلّها إسرائيل، وتمكّنت المنظومة الدفاعية القبّة الحديدية من اعتراض أكثر من ثلاثين منها، كما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي· واستمرّ إطلاق الصواريخ ليل السبت الأحد· وقالت متحدّثة باسم الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا من قطاع غزّة سقطا في جنوبفلسطين المحتلّة· ولا زالت طائرات الاحتلال بدون طيّار وفق تقارير إعلامية تجوب أجواء القطاع وعلى ارتفاعات منخفضة، ممّا يدلّ على استمرار العدوان الإسرائيلي· ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبناء الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على التهدئة وتفويت الفرصة على الحكومة الإسرائيلية التي قال إنها (تحاول بذلك التهرّب من استحقاقات الجهود الدولية المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام)· وذكرت مصادر فلسطينية أن الرئيس الفلسطيني أجرى سلسلة اتّصالات عربية ودولية، من بينها اتّصال بالاتحاد الأوروبي واللّجنة الرّباعية من أجل التدخّل لوقف هذا العدوان الإسرائيلي· كما أجرى الرئيس اتّصالات هاتفية مع كلّ من رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح حيث أبديا حرصهما على عدم التصعيد والالتزام بالتهدئة لتفويت الفرصة على الاحتلال لمواصلة عملياته العسكرية· من جهته، أعلن رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أنه يجري اتّصالات مع أطراف عدّة لوقف العدوان على قطاع غزّة، وأكّد أن (الأولوية الآن هي لوقف العدوان وحماية الشعب وتعزيز صموده في مواجهة الجرائم الصهيونية). كما أدان حزب اللّه الغارات الصهيونية ووصفها بالجريمة الإرهابية· ودعا حزب اللّه الشعوب العربية إلى (تصويب بوصلتها وتوجيه كلّ طاقاتها من أجل تحرير فلسطين، كلّ فلسطين، من الإرهاب الصهيوني المتفاقم، والذي يتّخذ من الدّعم الأمريكي والغربي المطلق غطاءً له)· وقال الحزب (إن هذه الجريمة الجديدة هي تذكير من الصهاينة بطبيعة الإجرام المتأصّلة في عقلية قادة هذا الكيان وجنوده ومستوطنيه، والتي لا تعترف بأيّ هدنة ولا تقف عند أيّ اتّفاق)· وفي المقابل، أكّدت الولايات المتّحدة مجدّدا تحيّزها المطلق إلى ربيبتها إسرائيل، حيث لم تدن غاراتها الوحشية على القطاع وأدانت فقط قصف إسرائيل بالصواريخ من القطاع، وقالت إنها (قلقة جدّا) إزاء تجدُّد العنف في غزّة· وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان: (نحن قلقون جدّا إزاء عودة العنف إلى جنوب إسرائيل)، أي جنوبفلسطين المحتلّة، مضيفة: (ندعو الطرفين إلى بذل كلّ ما هو ممكن لإعادة الهدوء)· وأضافت المتحدّثة الأمريكية: (ندين بأشدّ التعابير قيام إرهابيين بإطلاق صواريخ من غزّة على جنوب إسرائيل) كما أسمته، ودعت (المسؤولين إلى اتّخاذ إجراءات تكفل وقف هذه الأعمال الجبانة)، كما وصفتها·