تعهد وزير التضامن الوطني والأسرة السعيد بركات في كلمة ألقاها أمس الأربعاء خلال الاحتفال الذي نظمته الوزارة بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص المعاقين باتخاذ كافة التدابير اللازمة وتوفير جميع الوسائل من أجل مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة للتحرر من إعاقتهم وتحقيق نجاحات أكبر في كافة ميادين الحياة من خلال تطوير المراكز الخاصة بتكوينهم في كامل التراب الوطني· وأكد الوزير في الكلمة التي ألقاها بمدرسة صغار المكفوفين بالعاشور، في العاصمة التي احتضنت الاحتفال أن وزارة التضامن الوطني تضع شريحة المعاقين من بين اهتماماتها وتعمل باستمرار على تهيئة جميع الوسائل التي تحتاجها هذه الفئة للتحرر من إعاقتها وولوج مختلف ميادين العمل، واستدل على ذلك بالعدد الكبير للمراكز المتخصصة التي هيئت من أجل التكفل بهذه الفئة حيث بلغ عددها 180 مركزا للتكوين شمل كافة أنواع الإعاقة، وشدد الوزير في ذات السياق على ضرورة الاهتمام بفئة المعاقين التي تستطيع أن تنتج وتتطور وتتفوق في جميع الميادين إذا ما وفر لها الجو الملائم لذلك، داعيا المجتمع المدني إلى الوقوف إلى جانب هذه الشريحة وتقبلها ومنحها المكانة المستحقة سواء داخل الأسرة أو في الحي أو في الوسط المهني أو على مستوى المجتمع عامة حتى تستطيع التحرر من قيد الإعاقة لتنطلق وتبدع في كافة المجالات، وبهذا الصدد أشاد بركات بالنتائج التي حققتها فئة المعاقين في امتحان شهادة التعليم الأساسي العام الماضي، حيث قدرت نسبة نجاحهم ب 45 بالمائة وتصدر أغلبهم المراتب الأولى في قوائم التلاميذ الناجحين، كما أشاد بإنجازات الوفد الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي مثل الجزائر في أستراليا وتحصل من خلال المنافسات التي شارك فيها على 17 ميدالية ذهبية، إنجاز عجزت وفودنا الرياضية الأخرى عن تحقيقه على حد تعبير الوزير· وفي ذات السياق، عبر وزير التضامن عن ارتياحه للتطور الذي حققته الجزائر في مجال التكفل بالمعاق الذي كان في السابق مهمّشا على حدّ قوله لكن الجهود التي بذلتها الدولة للتكفل بهذه الفئة ساعدت على تحسين وضعية المعاق الذي أتيحت له الفرصة اليوم ليتعلم في مدارس خاصة ويمتحن في جميع الأطوار الدراسية كغيره من التلاميذ ويتحصل على شهادات عليا في مختلف التخصصات متعهدا بأن تلتزم وزارته بمواصلة هذه الجهود بالتعاون مع مختلف الجمعيات والهيئات المختصة من أجل تحسين وضع المعاق في المجتمع وذلك بتوفير كافة الوسائل التي من شأنها أن تضمن تكوينا أفضل لهذه الشريحة كالإنترنت التي أكد الوزير أنه قد تم تفعيلها في بعض المراكز الخاصة بالمعاقين وسيتم تعميمها على كافة المراكز والجمعيات المتكفلة بتكوين هذه الفئة في كامل التراب الوطني خلال الأيام القادمة وثمّن الوزير في الأخير دور الجمعيات والمدارس والمراكز المتخصصة في تكوين ذوي الاحتياجات الخاصة، معبرا عن سعادته بالنتائج المحققة التي وصفها بالنتائج المحمودة· وقد ميز الحفل الذي نظمته وزارة التضامن الوطني والأسرة واحتضنته مدرسة صغار المكفوفين بالعاشور تكريم عدد من التلاميذ القدامى بالمدرسة الذين تخرجوا منها وحصلوا على شهادات عليا في مختلف التخصصات كعلم النفس وعلوم التربية والأدب الانجليزي وغير ذلك ولم يمنعهم فقدانهم لنعمة البصر من مواصلة دراستهم وتقلد مناصب في عدة مؤسسات وإنتاج بعض المؤلفات وتم إلى جانب ذلك تكريم عدد من التلاميذ والمربيات وعمال بعض المراكز المتخصصة في تكوين ذوي الاحتياجات الخاصة كالمركز الطبي البيداغوجي لرويبة والمركز الطبي البيداغوجي لبولوغين ومدرسة صغار الصم كريم بلقاسم بتيليملي زيادة عن تكريم التلاميذ المتفوقين لمدرسة صغار المكفوفين بالعاشور كما تميز الحفل ببروز مواهب مختلفة لدى التلاميذ كالتلميذة المكفوفة التي اعتبرها كثيرون خليفة الفنانة نعيمة الجزائرية مستقبلا من خلال أدائها لأغنيتين من الطابع العاصمي، كما أدى طفل آخر مصاب بعرض داون عرضا قصيرا لما يعرف ب (بريك دانس) مع إصدار أصوات تشبه الإيقاع الموسيقي ولإضفاء جو من الفكاهة حضر الاحتفال الفنان الكوميدي سليم المعروف ب (سليم آلك) الذي أضفى نوعا من المرح والضحك على الحفل خاصة مع مشاركة الأطفال الذين فرحوا بقدومه ورقصوا مطولا على أنغام أغنية (الفهامة) التي عرفت شعبية واسعة·