تنتشر عبر العاصمة أحياء لا تتوفر على أدنى المرافق العمومية على الرغم من رقيها على خلاف الأحياء الشعبية التي نجدها تتوفر على أغلب الأساسيات لاسيما من حيث المحلات، بحيث نجد أن الأحياء الراقية تخلو في أغلبها من المحلات التي توفر خدمات ضرورية للمواطنين على غرار المخابز التي يعد توفر واحدة منها على الأقل على مستوى الحي من الضروريات من أجل توفير مادة الخبز، غير أن هناك أحياء لا تتوفر فيها تلك الخدمة مما يجبر المواطنين على اقتنائه من محلات المواد الغذائية بحيث يتهافتون عليه وتخلص الكمية في لمح البصر· وبدت بعض الأحياء خالية ولا نعثر فيها إلا على عمارات في غياب المحلات التي يعد حضورها أكثر من أساسي بغرض التزود ببعض الحاجيات الضرورية ومختلف المواد الغذائية، ولا نجد على مستوى تلك الأحياء الراقية إلا المتاجر الكبرى من نوع (سوبيرات) تلك التي يفرض أصحابها طغيانهم على القاطنين بتلك الأحياء ويذهبون إلى الرفع من الأسعار خاصة وأنهم على يقين من التردد عليهم في ظل انعدام البديل، مما أدى ببعض السكان إلى قطع مسافات معتبرة من أجل التزود بالمواد الاستهلاكية التي تغطي حاجيات الأسرة لأسبوع كامل في بعض النواحي التي تعرف ببخس الأثمان على مستواها على غرار باب الوادي وبلكور العتيق وباش جراح، خاصة وأن تلك النواحي تخدم مختلف الطبقات· اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى قاريدي 2 كمقاطعة راقية فأبان الكل غيظهم من حيث عدم توفر محلات تخدم متطلباتهم مما يجبرهم على الالتحاق بناحية العافية بغية التزود بالخبز والحليب وغيرها من المستلزمات الضرورية، ما وضحته إحدى السيدات التي استاءت بعد نفاد كمية الخبز على مستوى السوبيرات، وقالت إن الأزمة ناجمة عن عدم توفر مخبزة، ولم تقو بعض المحلات القليلة على توفير كل متطلبات السكان من حيث المادة خاصة وأن المقاطعة تضم مؤسسات وورشات بناء يقتسم عمالها الكمية مع السكان مما أدى إلى حصول تلك الأزمة المتكررة، وختمت بالقول إن الهدوء والرقي الذي يتميز به الحي كان على حساب انعدام بعض المرافق الضرورية في الحياة اليومية للمواطنين لاسيما إذا ما تعلق الأمر بالمواد الاستهلاكية· نفس ما بينه أحد المواطنين على مستوى منطقة العاشور الذي قال إن حيهم تغيب عنه مختلف الضروريات مما أدى ببعض المحلات إلى تبيين جشعها وانتهاز الفرصة وفرض مبالغ إضافية على السلع، وقال إن الكثيرين بالحي يقومون بالانتقال إلى نواحي شعبية بغية التبضع خاصة وأن الأسعار بتلك الناحية لا تخدمهم البتة لاسيما في المتاجر من نوع سوبيرات التي باتت تتعامل مع الأغنياء، أما الفقراء فليس لهم أي مكان على مستواها· وبيّن جل المواطنين تذمرهم من خلو تلك الأحياء من بعض الحاجيات الضرورية في ظل تقلص عدد المحلات التي لا تقوى على تغطية كل متطلبات السكان مما فرض عليهم التنقل إلى نواحي أخرى بغرض التزود ببعض الضروريات·