مليكة حراث مازلت المواطنة (صخرية بلحاجي) ذات 36 سنة أرملة وأم لسبعة أطفال تفترش الأرض وتتغطى بالسماء قرب مقر الثكنة العسكرية بالعاصمة منذ 5 سنوات بعد وفاة زوجها، وتم طردها من منزل عائلة زوجها رفقة أطفالها كون عائلة المتوفي فقيرة جدا ولا تستطيع التكفل بأسرة كاملة مكونة من 8 أفراد وحسبها رغم الشكاوي المتعددة والرسائل المتكررة للسلطات المحلية لبلدية الأبيار منذ2007 إلا أنها لم تستفد من السكن الاجتماعي لحد الآن، كما أن اللجنة التي جاءت خلال الأشهر الماضية للعائلات المقيمة بالبيوت القصديرية المحاذية لبيتها الفوضوي المتواجد بنفس الحي بطقارة، حيث تم ترقيم كل السكنات وتسجيلها في قائمة المتضررين إلا بيتها، وحسبها لما احتجت وتوجهت إلى مقابلة المسؤول الأول في البلدية أو مسؤول بالشؤون الاجتماعية تم طردها ورفضوا استقبالها رفضا قاطعا، رغم الوضعية الحرجة التي تتخبط فيها وأطفالها في بيت تنعدم فيه كل شروط العيش الكريم لا ماء وقنوات الصرف الصحي ولا كهرباء، ناهيك عن معاناتها في فصل الشتاء أين تتحول تلك الغرفة المشيدة من الخشب والكرتون والزنك إلى مسبح من مياه الأمطار التي تدخل إلى كامل الغرفة مما يضطر هذه المرأة وأولادها قضاء ليلة بيضاء في العراء، وأحيانا شفقة على هؤلاء الأبرياء يمنحها الجيران مكانا للمبيت فيه لتجد هذه الأم الأرملة رفقة أطفالها نفسها تواجه واقعا مرا وعصيبا يتحتم عليها أن تفترش الأرض وتحتمي بالسماء وهاجس الخوف على أولادها من الاعتداءات وأشياء أخرى لا يحمل عقباه فلذات أكبادها أكبرهم 16 سنة، وهذه الظروف القاسية أدت إلى تعرضها إلى عدة أزمات نفسية كادت أن تودي بنفسها إلى التهلكة في محاولات منها للانتحار بعد أن ضاقت من مرارة تلك الحياة التي تواجهها بتواجدها في العراء في مجتمع لا يعرف له سبيلا إلى الرحمة· وبعد أن قضت أكثر من 5 سنوات في خيمة من الخشب والزنك وبعد سلسلة من الشكاوي وطلب المساعدة من كل الأطراف المسؤولة بما فيهم الوالي المنتدب للعاصمة ورئيس المجلس الشعبي البلدي بالأبيار من أجل إنصافها من خطر التشرد والعمل على إيجاد حل لها، إلا أن جميع الأبواب صدت أمامها وحتى الوعود الزائفة لم تتلقاها هذه السيدة أو الرد على مطالبها المتكررة نتيجة الرفض المطلق لاستقبالها ولم تنته معاناة هذه المواطنة عند هذا الحد التي حرمت من أدنى حقوقها، فهي تعاني الأمرين فهي لا تملك أي سكن يؤويها أو أي مدخول يعيل أطفالها الصغار، فالمصدر الوحيد دينارات يتقاضها طفلها من عمل عند الناس بعد انتهائه من الدراسة أو أوقات العطلة، وفي شكاويها أكدت المدعوة صخرية بلحاجي أن أطفالها محرمون من أبسط الأشياء كباقي الأطفال، في حين أنها في أغلب الأحيان تستعين بالمحسنين من أجل أن يساعدوها في إعالة أبنائها، حيث أكدت لنا أن بعض ممن مازالت الرحمة تسكن قلوبهم قاموا بشراء ملابس الدخول المدرسي أو في المناسبات كالأعياد لأولادها·