ندد الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال الأمريكي حميد كرزاي بشدة بنشر موقع (ويكيليكس) وثائق عسكرية سرية وردت فيها أسماء مخبرين، معتبرا انه "عمل لا مسؤول ويثير الصدمة ويعرض حياة هؤلاء الأفغان للخطر". وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي في كابول: لقد أبلغني المتحدث باسمي امس أن أسماء بعض الأفغان الذين "يتعاونون" مع "القوات الدولية" كشفت في هذه الوثائق. وأضاف كرزاي في مؤتمر صحافي في كابول إنه "عمل لا مسؤول يثير الصدمة لانه سواء كان قيام هؤلاء المخبرين بنقل معلومات لقوات الحلف الاطلسي شرعيا أم لا فانهم أرواح بشرية. انه عمل غير مسؤول لا يمكنني السكوت عنه". وردا على سؤال حول التدابير الواجب اتخاذها لحماية الافغان الذين ينقلون معلومات للقوات الدولية خصوصا الامريكية ويعرضون حياتهم للخطر قال: علينا ان نرى الاطار الذي وردت فيه هذه الاسماء وتاليا التحرك. انها مسألة جدية تقلقنا. وذكرت صحيفة (تايمز) البريطانية أن ساعتين من القراءة المعمقة لقسم من الوثائق ال92 الفا التي سربها (ويكيليكس) كانت كافية لكشف أسماء عشرات الأفغان الذين يفترض انهم قدموا معلومات للجيش الأمريكي. ومن هذه الوثائق هناك استجواب مفصل في 2008 لمقاتل من طالبان أبدى رغبته في ترك "التمرد". وكشف في الاستجواب عن اسمه واسم والد وقريته وتفاصيل حول قياديين ومقاتلين من طالبان في المنطقة. كما أشار التقرير إلى اتفاق لعقد لقاء مع أحد موظفي الاستخبارات العسكرية لكنه لم يتضمن ما إذا انشق هذا المقاتل أم لا. وفي وثائق أخرى، يقدم أفغان معلومات حول متمردي طالبان؛ ففي تقرير يعود إلى 2007، يتهم مسؤول رفيع المستوى شخصياتٍ حكومية بالفساد. كما تكشف الوثائق أسماء وسطاء يسهلون اللقاءات بين مقاتلين من طالبان يريدون تسليم سلاحهم والقوات الدولية. كما تشمل أماكن وتواريخ اللقاءات. وانتقد البنتاغون نشر هذه الوثائق السرية حول الحرب في أفغانستان مؤكدا أن ذلك يعرض حياة عملاء افغان للخطر ويهدد بالحاق الضرر بالعمل الاستخباراتي. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه من هذه التسريبات التي يمكن أن تهدد أشخاص أو عمليات على الارض. ودافع مؤسس موقع (ويكيليكس) جوليان اسانج عن تسريب الوثائق قائلا انه تم اعادة قراءتها بحثا عن أسماء مخبرين وأن وثائق تتضمن اسماء مخبرين لم تنشر. واتهم مؤسس الموقع البيت الأبيض بانه لم يلب الطلب الذي قدمه للحصول على مساعدة لكي لا يعرض نشر موقعه آلاف الوثائق العسكرية السرية مخبرين للخطر وذلك في حديث لصحيفة (تايمز) نُشر الخميس. واضاف إن أي وثيقة تهدد حياة أبرياء يمكن أن تضاف إلى ال15 ألف وثيقة التي قرر الموقع عدم نشرها. وأوضح إذا ارتكبنا خطأ سنعيد النظر في إجراءاتنا ونتحرك وفقا لذلك.