يقول المثل الشائع (الجار قبل الدار) إلا أنه لا يطبق على بعض أصناف الجيران في الوقت الحالي، خاصة وأنهم باتوا يحشرون أنفسهم في كل صغيرة وكبيرة تخص جيرانهم المحيطين بهم ولو تدخلوا في أمور الخير لهان الأمر وإنما لزرع الفتن والتفرقة بين الناس، على خلاف ما كان عليه الجار بالأمس أين كان هو أول من يدق على بابه ويستنجد به جاره لمساندته في الفرح وفي الحزن، لكن الأمور اختلفت في الوقت الحالي حتى أن البعض باتوا يتفادون الاحتكاك والاختلاط بالجيران وأصبحوا يفضلون العيش بمفردهم بدل تعرضهم لبعض المواقف والمشاكل التي قد تصدر من بعض الجيران· فجار الأمس يختلف بكثير عن جار اليوم حسب ما يؤكده الكل من خلال بعض التصرفات التي أصبحت طاغية بالأحياء من مشاجرات عنيفة وصلت إلى أبواب المحاكم، ناهيك عن التدخل في شؤون الغير وفي أمور قد تبعد عن البعض بعد السماء عن الأرض، إلا أنه نجد بعض الحشريين لا يتأخرون عن الدخول فيها ويثيرهم فضولهم إلى معرفة كل صغيرة وكبيرة وكل ما يدور حولهم حتى أنهم يتدخلون من أجل إثارة الفتن فيما بين الناس بل وتفريق العائلات أحيانا· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم حول جار اليوم فأجمعوا على أن هناك فرقا كبيرا بينه وبين جار الأمس، منهم السيدة مروة التي قالت إنها لم يسعفها الحظ في ملاقاة جيران طيبين وأن أغلب جيرانها سيئي السمعة خاصة وأن فضولهم فاق كل التصورات، كما أن التصرفات الصادرة منهم لا يتقبلها العقل فهم يطرقون بابك في كل وقت دون احترام لمواقيت النوم والراحة أو استقبال ضيوف، مما أدى إلى انزعاجها من تصرفاتهم وقطع علاقتها بهم فهي لا تفتح بابها إلا لغرض الخروج أو الدخول وقلصت علاقتها ولم تعد تتعدى تبادل التحية معهم عند ملاقاتهم لا أكثر ولا أقل· أما سيدة أخرى فقالت إن جارتها أوصلتها إلى أبواب المحاكم تلك التي لم تطأها ولو مرة واحدة في حياتها، السبب وما فيه قطرات الغسيل الذي حولته جارتها إلى مشكل حقيقي وبعد المشاجرة المستمرة تفاجئت لاستدعاء يصلها من مركز الأمن ومنه إلى أروقة المحاكم، وعبّرت (كيف يطلق على هذه المرأة اسم (جارة) التي تواسي جارتها في الأفراح والأحزان· السيدة فايزة مشكلتها تختلف عن المشكلات السابقة وقالت إن نار الغيرة تتأجج بينها وبين جارتها التي تطمح لأن تكون مثلها في كل شيء على الرغم من الفوارق بينهما خاصة وأنها متعلمة وتعمل إلا أن الأخرى ماكثة بالبيت، وقالت إنه في بعض المرات تصدر منها بعض التصرفات لا يتقبلها العقل ولا تتوانى على إكثار الأسئلة والاستفسار عن كل صغيرة وكبيرة تخصّها، مما أدى بمحدثتنا إلى تفاديها في كل مرة خاصة وأن تصرفاتها فاقت الأطر المعقولة ومكوثها بالبيت جعلها تسد فراغها بشؤون الغير· نفس ما راحت إليه السيدة (م) التي قالت إن جارتهم تثير المشاكل كثيرا حتى أنها تريد معرفة أدق تفاصيل العائلات، وفي الكثير من المرات تقوم بتحريض البعض من أجل تخريب البيوت وزرع الفتنة بين أهلها، وبعد تيقن الكل من سلوكياتها باتوا يقطعون الصلة بها خاصة وأنها آفة في الحي تهدد سكون العائلات واستقرارها·