خاطب الرئيس السوداني عمر البشير رئيس جنوب السوداني سلفاكير ميادريت بوصف (رئيس الحشرات)، مؤكّدًا أن قوّاته طردت القوّات الجنوبية من منطقة هجليج النّفطية بالقوّة ولم تنسحب بإرادتها· وأكّد البشير أن جوبا بدأت الحرب لكن وقفها صار بيد الخرطوم، وأنها ستستمرّ إلى حين تطهير ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من (المتمرّدين والخونة والعملاء)· وأعلن البشير منع مرور نفط دولة جنوب السودان عبر بلاده، وذلك على خلفية احتلالها منطقة هجليج التي احتفلت الخرطوم بتحريرها· وقال البشير: (لا نريد رسومًا من بترول الجنوب ولن نفتح أنابيب البترول، وبترول الجنوب لن يمرّ عبر أراضينا الطاهرة حتى لا يذهب دولارٌ واحد إلى هؤلاء المجرمين)، وفقًا ل (رويترز)· وخرج المئات من السودانيين في تظاهرات في شوارع العاصمة الخرطوم فرحًا وابتهاجًا بانتصار الجيش السوداني وتحرير منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان بعد معارك ضارية مع جيش دولة جنوب السودان الذي احتلّها الأسبوع الماضي· وردّد المتظاهرون في أجزاء متفرّقة من الخرطوم شعارات تشيد بالجيش السوداني ورفعوا لافتات تؤكّد مساندة الشعب لجيشه، وسط دوي أبواق السيّارات في الشوارع· واحتشد آلاف أمام مقرّ قيادة الجيش السوداني في وسط الخرطوم وهم يردّدون هتافات مناهضة لدولة الجنوب وتدعو إلى غزو جوبا، عاصمة الدولة الوليدة· وقال البشير الذي كان يرتدي زيّا عسكريا وهو يخاطب التظاهرة إن قوّاته أوفت بوعدها ودخلت هجليج الجمعة وأدت هناك صلاة الجمعة ثمّ (صلاة الشكر)، مؤكّدًا أن جيشه طرد (الحشرات) من المنطقة ولم ينسحبوا منها عكس ما ذكر رئيس حكومة دولة الجنوب سلفاكير ميادريت، وتابع: (ضربناهم بالقوّة ولا يزالون يفرّون ويولّون الأدبار)· وأضاف البشير الذي كان يحيط به نوّابه ومساعدوه: (نقول لرئيس الحشرات سلفاكير: قوّاتك خرجت بالقوّة ولم تنسحب من هجليج ورجالنا دخلوها عنوة، وعدوانكم ما يزال مستمرًّا في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، والمتمردون في المنطقتين من قوّاتكم)· واتّهم البشير الجنوب بدعم متمرّدي دارفور والوقوف خلف المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني والمتمرّدين الشماليين في القوّات الجنوبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأضاف: (رسالتنا إلى الجنوب: أنتم بدأتم الحرب لكن وقفها تمّ بأيدينا، ولن تقف حتى نطهِّر دارفور والولايتين من حشراتكم)· وكان وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين قد أعلن في بيان عسكري أن الجيش السوداني والقوّات النّظامية الأخرى والمجاهدين تمكنوا ظهر الجمعة من استعادة هجليج وتحريرها من قبضة الجيش الجنوبي، وأضاف أن القوّات المسلّحة والمجاهدين كبَّدوا الجيش الجنوبي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بعد معارك ضارية· وكانت حكومة جنوب السودان قد استبقت بيان وزير الدفاع السوداني بإعلان أنها ستنسحب من هجليج خلال ثلاثة أيّام· وقال وزير إعلام جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين للصحفيين إنه في ضوء أوامر سلفاكير رئيس جنوب السودان (تعلن جمهورية جنوب السودان أنها أصدرت أوامر لقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بالانسحاب من هجليج)، وأضاف: (الانسحاب المنظم سيبدأ على الفور وسيستكمل خلال ثلاثة أيّام)· ومن جانبه، قال رئيس لجنة الأمن في البرلمان السوداني كمال عبيد إن القوّات السودانية حاصرت هجليج من الجهات الأربع وأبادت القوّات الجنوبية التي لم يتبقّ منها جنديٌ واحد، كما دمَّرت كلّ آلتهم العسكرية· وعن الخطوة المقبلة ودخول جوبا حسب تلميح البشير، قال عبيد إنهم سينتظرون مدى استيعاب حكومة الجنوب لهذا الدرس، فإن كرّروا فعلتهم فلكلّ حادث حديث· وأوضحت وزيرة الدولة للإعلام سناء حمد أن مهندسين كانوا يرافقون القوّات السودانية تمكّنوا من احتواء حرائق محدودة في منشآت النّفط في هجليج أشعلتها القوّات الجنوبية قبل فرارها من المنطقة·