فبعد أن نزلت أسعارها إلى 60 دينارا المواطنون يعودون تدريجياً لاستهلاك البطاطا بعد سيناريو البطاطا الذي دام لأكثر من شهرين ووصولها إلى 130 دينار في بعض المقاطعات استبشر الكل بنزولها إلى 70 و60 دينارا للكيلوغرام الواحد، وكانت بذلك عودتها إلى البيوت الجزائرية بعد أن غابت عنها لمدة طويلة باعتبارها المادة الاستهلاكية الأولى في أغلب البيوت، وعلى الرغم من نزول أسعارها لم يعجب البعض عرضها على تلك الأسعار كون أن سعر 60 دينارا لا يخدم مختلف الطبقات ورأوا أنه من العار أن يلحق سعر تلك المادة إلى ذلك المستوى· فيما تقبل البعض نزول السعر إلى ذلك المستوى بالمقارنة على ما كان عليه الحال من قبل، وزاد الإقبال على تلك المادة بعد أن صنفت منذ أيام في خانة الكماليات بسبب أسعارها الباهظة، وعوضت ببعض السلع التي عرفت استقرارا في أسعارها على غرار الفول والبزلاء والسلق والخرشوف، إلا أن الإقبال عاد شيئا فشيئا وصار البعض يجلبها بكميات لا بأس بها بعد أن كانت تجلب بالحبة والغرامات في وقت الأزمة إن صح التعبير، حتى أن بعض العربات المتنقلة راحت إلى عرضها بسعر 55 دينارا للاستحواذ على الزبائن· في هذا الصدد زرنا بعض الأسواق الشعبية المتخصصة في عرض الخضر والفواكه على غرار سوق بئر خادم الذي عرف إقبالا على تلك المادة بعد نزول أسعارها خلال هذا الأسبوع ما أكده لنا تاجر هناك، بحيث قال إن بداية هذا الأسبوع شهدت عودة الزبائن إلى سابق عهدهم، وراحوا يقتنون البطاطا مثل عاداتهم، وكأن ذلك الارتفاع زاد من شوقهم إلى تلك المادة الأساسية في كل أسرة كونها تمثل الغذاء الأساسي للأطفال الصغار، وقد أثر ارتفاعها تأثيرا كبيرا على كامل الأسر خاصة وأنها مادة واسعة الاستهلاك يترك غيابها فجوة واسعة على مستوى الأسر البسيطة، وقال إن هناك من يقتني كيلوغرامات عديدة قد تصل إلى أربعة كيلوغرامات وهي الكمية التي لم نكن نسمع بها خلال الأزمة، كما برأ ذمة تجار التجزئة وقال إن سبب غلائها في الفترة الماضية ووصولها إلى تلك المستويات يعود إلى غلائها في أسواق الجملة ولو انخفضت سنخفض ثمنها حتما عن 60 دينارا· إلا أن ما لاحظناه هو استمرار استياء المواطنين الذين لم يعجبهم الانخفاض باعتبارها مادة أساسية أولى في كل بيت، منهم السيدة حميدة التي قالت إن سعرها لازال مرتفعا ولا يناسب كل الطبقات خاصة وأن سعر 60 دينارا لا يتلاءم مع مادة أساسية، مثل مادة البطاطا وكان من الأولى تخفيضها أكثر ولم لا وصولها إلى سعر 25 دينارا للكيلوغرام الواحد، كما بينت أنها ستواصل العزوف عن اقتنائها للي ذراع كل التجار بما فيهم تجار التجزئة أو الجملة على حد سواء، وقالت إنه لو اتحد الجميع لتحكموا هم في الأسعار ولما تركوها بأيدي التجار الذين صار همهم الوحيد إلهاب الأسعار ومسك الزبائن مسكة موجعة· وبين هذا وذاك تبقى الأسعار الحالية للبطاطا التي لم ترض البعض، مرشحة للانخفاض أكثر في الأيام المقبلة بعد جني منتوج الموسم حسب ما وعدت به جهات مكلفة·