هي مبادرة فريدة من نوعها، قام بها بعض إطارات وعمال الصحة ببلدية عين الحجل بولاية المسيلة، وذلك للتخفيف عن المرضى الذين لا يجدون مكانا في مستشفى من مستشفيات الولاية، فيجنبونهم الاضطرار إلى الرجوع من حيث أتوا والعودة من جديد في يوم آخر، وللتخفيف أيضا عن المراكز الصحية، التي تعاني اكتظاظا كبيرا من جهة، ونقصا في الوسائل والأماكن الشاغرة من جهة أخرى·· الكثير من ذوي الأمراض المزمنة والخطيرة يقصدون عين الحجل والمسيلة للتداوي، وبعد قطعهم مسافات طويلة، وبعد معاناة لا تنتهي مع وسائل النقل ومتاعب المرض، يصلون إلى المستشفى فيقال لهم إنه لا توجد أماكن شاغرة، وأن عليهم أن يعودوا في اليوم الموالي، فيعودون، ويتحملون مشاق ذلك، لكنهم قد لا يجدون مجددا سريرا أو ركنا صغيرة يكدسون فيه أتعابهم·· لذلك، ارتأت مجموعة من إطارات قطاع الصحة وعمالها، أن يكونوا جمعية لاستقبال المرضى وإيوائهم، خاصة القادمين من أماكن بعيدة، وتقديم العلاج الأولي اللازم لهم، ريثما يأتي دورهم، أو يعثرون على مكان لهم في أحد مستشفيات المدينة، وتتحمل هذه الجمعية كل النفقات المصاحبة لذلك، وذلك من جيوب أفرادها، ومالهم الخاص، وبعض الإعانات المادية التي يتلقونها من الجهات البلدية ومن المحسنين· تامر حلاب، رئيس الجمعية، التي تنتظر الاعتماد، هو صاحب الفكرة، يقول ل(أخبار اليوم): هي فكرة راودتني منذ مدة، رأيت خلالها مدى معاناة المرضى، خاصة أني عشت مع ما يقارب 30 مريضا في المستشفى، عايشت أمراضهم ورأيت كل أنواع آلامهم، وخاصة المبتلين بأمراض السرطان والعياذ بالله· أحاول الآن أن أقدم لهم ما استطعت في حدود مهنتي شيئا فشيئا)· ويضيف: (راودتني فكرة إنشاء جمعية خيرية لفائدة المرضى والسهر على راحتهم، فاتفقت مع زملائي في المهنة، وشجعني بعض رجال الأعمال· توكلنا على الله وأنشأنا هاته الجمعية، وسميناها على بركة الله جمعية (الأمل) لرعاية المرضى، مقرها هو بالمركب الرياضي الجواري ببلدية عين الحجل، ولاية المسيلة، وطاقمها متكون من: ثامر حلاب رئيسا، بلخضر المليح مديرا فرعيا وأمينا ماليا، إبراهيم روكيلة، محام مكلف بالعلاقات، الأخ أحمد درفلو، رجل أعمال، السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي بعين الحجل عبد القادر دلهوم، السيد روخيلة الحواس، رئيس المجلس الشعبي البلدي بسيدي هجرس، بالإضافة إلى أطباء وممرضات وممرضين وأهل الخير·· إننا في انتظار الضوء الأخضر من الجهة المسؤولة لمنحنا الانطلاقة· ويضيف: (بصفتي ممرضا حاصلا على شهادة دولة، كونت هذه الجمعية الخيرية، وكل الناس شجعوني على إنشائها، إننا في انتظار الموافقة من الولاية، بالتحديد من مكتب الجمعيات، لقد وضعنا الملف منذ أزيد من شهرين، ومازلنا في انتظار الرد، بعثنا إليهم بشهادة ثبوت المقر، الذي تحصلنا عليه بالمركب الرياضي الجواري، ولحد الآن فإن أهل الخير يساعدوننا بما استطاعوا)· وعن المتبرعين يقول: (نتلقى مساعدات من محسنين، من بينهم رجال أعمال، رئيس المجلس الشعبي البلدي، مدير الصندوق الاجتماعي، رئيس بلدية مجاورة، أطباء ممرضون، وآخرون)· ويضيف: لي أفكار كثيرة أريد تحقيقها، منها مثلا أن نتصل بوزير التضامن لمنحنا سيارة إسعاف وتسهيلات أخرى، همنا منصبّ على المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، خاصة منها السرطان·· لقد كثر هذا المرض في منطقة عين الحجل، لذلك صار لزاما علينا أن نتكفل بهم، وثم أصبحنا نتكفل بأي مريض آخر)·