تشتكي مقاطعات في العاصمة من أزمة حادة في الحليب قاربت مدتها ال20 يوما وهو السيناريو الذي بات يتكرر خلال فترات متقطعة وينتقل من مقاطعة إلى أخرى بالعاصمة، ومل الكل من ذلك السيناريو المتكرر الذي يكلفهم اللهث وراء أكياس الحليب في الصباح الباكر لاسيما وأن العثور على كيس بعد الساعات الأولى من الصباح هو من سابع المستحيلات· خ· نسيمة وما زاد من كارثية الوضع هي السلوكات التي باتت تصدر من التجار، بحيث راحوا إلى تخزين الحليب إلى معارفهم ليواجه البعض بالصد وبإخبارهم بنفاد كمية الحليب التي تكون مخزنة بأدراج المحل وهو ما زاد من غيظ الزبائن في حين تسلم الكمية إلى آخرين من دون أي إشكال· وظهر المواطنون في مواقف لا يحسدون عليها وهم يركضون في كل صباح وراء أكياس الحليب بتنقلهم من محل لآخر، ومن مقاطعة إلى أخرى، وعاشت تلك الأزمة نواحي عدة من الجزائر الوسطى وأحياء من تيليملي على غرار حي فيرادي وحي كريم بلقاسم، إلى جانب أحياء من عين النعجة التي شهدت ندرة حادة في تلك المادة الأساسية، مما أجبر بعض الأسر على التوجه إلى اقتناء مسحوق الحليب على الرغم من غلائه إلا أنها وجدت فيه الحل لإطعام أبنائها الصغار الذين جفت أفواههم من الحليب· وقد بيّن أغلب المواطنين سخطهم على المحلات التي راحت إلى توزيع الحليب ب(الوجوه) كما يقال، فيما حدد البعض الكمية التي لم تخرج عن كيسين للزبون بغية تغطية طلبات كافة الزبائن وهي الغاية التي لم تتحقق في ظل توزيع كمية ضئيلة جدا لا تفي بمتطلبات المواطنين· اقتربنا من حي فيرادي بتيليملي بالعاصمة للوقوف على أزمة الحليب التي يعيشها الحي منذ أكثر من 15 يوما، فبين أغلب المواطنين سخطهم من تلك الأزمة المتكررة من وقت لآخر، وما زاد من غضبهم هي المعاملات الصادرة من طرف بعض البائعين الذين استغلوا الأزمة لإثارة أعصابهم، وفضلا عن تحديدهم الكمية المستحقة للأسر بغير وجه حق، راحوا إلى توزيع الحليب على معارفهم وتخزينه لهم، ليواجه الزبائن الآخرين بالصد وبالامتناع عن بيعهم الحليب وإعلامهم بانتهاء الكمية· تحدثنا إلى بعض المواطنين الذي أبانوا غضبهم من الأزمة وكذا من سلوكات التجار، منهم إحدى السيدات التي قالت إنها ملت من سيناريو الحليب، وما زاد من سوء الوضع هي التصرفات الصادرة من بعض التجار الذين راحوا إلى التحكم في الزبون وفرض كمية محددة من الحليب عليه، بل وحتى بيع الحليب ب(الوجوه) وتخزينه لمعارفهم وأصدقائهم مما أجبرها على التنقل يوميا إلى مؤسسة توزيع الحليب (لونالي) القريبة منهم والتي فرض عمالها هم الآخرون منطقهم وراحوا إلى تحديد الكمية المقتناة، وحتى إلى تخزينها للبعض دون البعض الآخر، لتختم بالقول إنها تصرفات لا أخلاقية تصدر في حق المواطنين وكان على الكل أن يتّحدوا في ظل تلك الأزمة لتمكين الكل من اقتناء ولو كيسا واحدا من الحليب بدل خروجهم فارغي اليدين، وقالت إنها اتجهت إلى اقتناء مسحوق الحليب خاصة وأنها لا تمتلك لا الوقت ولا الجهد للدخول في تلك المتاهات التي تثير عصبيتها ويكون لها وقعا على نفسيتها أكبر بكثير من أزمة الحليب· وطالب الكل بضرورة النظر في مسببات تلك الأزمة التي تزور الأحياء خلال فترات وتنتقل من مقاطعة إلى أخرى·