يعاني سكان قرية جولالة الكائنة ببلدية حجوط ولاية تيبازة أوضاعا كارثية وقاسية للغاية بعد أن فرضت عليهم عزلة قاتلة، خاصة وأن الطريق المؤدي إلى القرية عبارة عن مسلك ترابي، الأمر الذي يصعب من عملية تنقل المواطنين إلى وجهتهم المقصودة قصد اقتناء حاجياتهم، حيث يتحول الطريق إلى أوحال وبرك مائية مع تساقط الأمطار شتاء، والغبار المتطاير صيفا، وهي الوضعية التي أدت بالناقلين إلى رفضهم العمل عبر هذا الخط (بوفاضل القبالة جولالة) بسبب تعرض مركباتهم كل مرة إلى التعطل، وهو ما أثر سلبا على التلاميذ الذين يواجهون صعوبات قصد الالتحاق بمقاعد الدراسة وكذا العمال الذين يعيشون نفس الوضعية· كما يشكو سكان هذه القرية الذين يزيد عددهم عن أزيد من 400 عائلة من مشكل المياه الشروب، وهو ما يدفع بالمواطنين إلى البحث الدائم عن الماء، خاصة مع اقتراب حلول فصل الصيف أين تزداد الحاجة إلى استعمال هذه المادة، هذا إلى جانب مشكل قنوات صرف المياه الصحية، فانعدامها دفع بالمواطنين إلى الاستعمال العشوائي لحفر ردم النفايات المنتشرة بطرق فوضوية، فيما البعض الآخر منهم ترك المياه القذرة تسيل على الهواء الطلق، الأمر الذي يؤثر على صحة المواطنين وانتشار الأوبئة· وتزداد ويلات العائلات في فصل الشتاء بسب عدم ربط القرية بالغاز الطبيعي رغم تسجيل المشروع منذ عدة سنوات، في إطار برنامج تهيئة الأحياء المعزولة إلا أنه لحد اليوم مشروع إيصال الغاز الطبيعي لم ير النور، وهو ما نجم عنه إقبال المواطنين المتزايد على قارورة البوتان في فصل الشتاء، مما يجعل هذه المادة تعرف ندرة كبيرة لقوة الطلب مقابل ما هو معروض، مما يفسح المجال لارتفاع أسعارها كما حدث خلال التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها العاصمة وكامل التراب الوطني، بحيث وصل مبلغ بيع قارورة البوتان إلى 500 دينار، وعلى هذا الأساس يطالب سكان المنطقة الجهات المعنية بضرورة الإسراع بربط المنطقة بغاز المدينة وإطلاق المشروع الذي بات حبيسا لسنوات· إلا أن معاناة العائلات لا تتوقف عند هذا الحد، حيث يضاف إليها مشكل الصحة، حيث تفتقر قاعة العلاج المتواجدة بالقرية إلى الإمكانيات، كالأدوية والأجهزة الطبية الأخرى الضرورية لتلقي العناية اللازمة للمرضى هذا من جهة، ومن جهة أخرى أضاف السكان مشكل المناوبة الصحية، مما يضطر المواطنين إلى التنقل إلى المستشفيات القريبة على غرار مستشفى (كوبيلي) المتواجد بمقر البلدية لتلقي العلاج· وفي السياق ذاته أبدى السكان امتعاضهم وتخوفهم من الأوبئة بسبب محاذاة الحي للوادي الذي أصبح مفرغة للنفايات التي يرميها بعض السكان بطريقة عشوائية والتي تسببت في انتشار الروائح الكريهة وكذا الحشرات المؤذية على غرار الناموس والذباب، ناهيك عن القوارض والأفاعي التي أصبحت تهدد السكان خصوصا الأطفال الذين يجدون المكان فضاء للعب، فضلا عن تخوفهم من الإصابة بمختلف الأمراض خصوصا ونحن على مشارف فصل الحرارة، فيما يعاني شباب المنطقة من انعدام المرافق الترفيهية كالملعب ودار الشباب ومقاهي الأنترنت وكذا الطاكسي فون أبسط المرافق الضرورية وغيرها من المرافق العمومية التي هي وجهة الشباب من أجل حمايتهم من الانحراف، خاصة وأن المنطقة تعرف تسرب العديد من التلاميذ، إلى جانب انتشار البطالة· هذه الوضعية دفعت بسكان القرية إلى مطالبة السلطات المحلية والولائية بالتدخل العاجل، ومنحهم نصيبهم من الغلاف المالي الموجه لمنطقة حجوط وتسجيل مشاريع بهدف بعث الحياة في المنطقة وإخراجها من العزلة التي هي فيها منذ أمد بعيد·