ولد في حسين داي، ولعب لفريق النصرية، وذاق المرارة في فريقي بلوزداد والبليدة، ويلعب حاليا لإحدى النوادي الانجليزية الهاوية، تلكم باختصار شديد مسيرة الجزائري فوزي سعدي، فعلى على غرار الكثير من نجوم النصرية، كانت بداية هذا اللاعب الجزائري فوزي سعدي، مع عالم كرة القدم مع أصحاب الزي الأحمر والأصفر، حيث لعب لهذا الفريق لصنفي الكتاكيت والأصاغر، كان ذلك في مطلع التسعينيات، وبعد ترقيته إلى صنف الأشبال وعمره لا يتعدى الرابعة عشر، وجد نفسه في بلد الضباب انجلترا، بعد انتقال عائلته إلى هناك، ليدخل بعدها عالم الاحتراف وعمره لا يتعدى عن الخامسة عشر، حيث أمضى على أول إجازة مع فريق مدينة ريد هيل وهو أحد النوادي المنتمية إلى القسم الرابع، حيث لعب له موسما واحدا· حاوره: كريم مادي فوزي سعدي، وبعد تألقه اللافت في نادي ريد هيل، استقدمه فريق ساوثامبتون الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، وقد أبلى في هذا الفريق البلاء الحسن مع أواسط هذا النادي حيث بات صانع ألعابه، فكان من البديهي أن تتم ترقيته إلى صنف الأكابر وهو لا يزال في صنف الأواسط، وبقي وفيٌ لهذا الفريق لمدة ثلاث سنوات، حيث حقق معه الصعود إلى القسم الأول في مباراة تاريخية خاضها فريق ساوثامبتون ضد شيفيلد وينزداي بملعب كارديف أمام أكثر من 50 ألف متفرج· بعد صعوده مع فريق ساوثامبتون، وجد فوزي سعدي يلعب ضد نجوم العالم وأغلاهم آنذاك الانجليزي بيكام، إلى جانب الإيرلندي غيغس والهولندي نستلروي، في مباراة ودية خاضها أمام فريقه ساوثامبتون ضد مانشيستر يونايتد، وهو اللقاء الذي راح يتساءل فيه مدرب مانشيستر فيرغيسون عن هوية اللاعب الذي كان يحمل رقم 17، وراح يقبله في نهاية اللقاء قائلا لمدرب فريقه، حافظ على هذا اللاعب ينتظره مستقبل كبير· لكن في الوقت الذي تفتحت في وجه فوزي سعدي أبواب الشهرة وجد نفسه في أرض أجداده الجزائر، حيث انضم إلى فريق شباب بلوزداد، لكن رفقاء السوء حرموه من إبراز موهبته، حيث لم يجد ضالته، ليعود من جديد إلى انجلترا ليلعب لفريق نيو فيل بولثموث المنتمي إلى الدرجة الثالثة في سنة 2008، عاد من جديد إلى أرض الوطن، وكان على وشك خوض تجربة جديدة وهذه المرة مع فريق اتحاد البليدة، لكن ولأسباب خاصة فضل ابن حسين داي العودة إلى حيث تقيم أفراد عائلته بلندن، وحاليا يلعب لإحدى الفرق الهاوية الانجليزية· ترى هل يأمل فوزي سعدي بخوض تجربة جديدة مع أحد النوادي الجزائرية؟، وأين هو الآن، وما قصة معاناته في فريقي بلوزداد والبليدة؟ تلكم من بين الأسئلة العديدة التي أمطرنا بها فوزي سعدي في هذا الحوار، الذي ارتأينا أن نقدمه لكم في جزءين· ** منذ رحيلك من اتحاد البليدة بعد أن كنت على وشك الانضمام إليه عام 2008 انقطعت جميع أخبارك، أين هو فوزي سعدي؟ * أتواجد بانجلترا وألعب لإحدى النوادي الهاوية، ولعنة الإصابات التي طاردتني هي التي وضعتني في بطولة هاوية· ** من هو فوزي سعدي وكيف كانت بدايتك مع رياضة كرة القدم؟ * على غرار الكثير من شباب حي المقرية، كنت مُولعا منذ نعومة أضافري بكرة القدم، حيث كنت أتابع جميع مقابلات فريق النصرية، خاصة وأن تلك الفترة تزامنت مع ظهور جيل جديد من اللاعبين في فريق النصرية، نذكر منهم بلال دزيري ولخضر عجالي وايديرام وزكري ناصر وبوديب وغيرهم من اللاعبين الذين استطاعوا في بداية التسعينيات أن يعيدوا فريق النصرية إلى القسم الوطني الأول، بعد أن قضى سنوات طويلة في القسم الثاني· ومباشرة بعد صعود النصرية، انتقلت إليه في صنف الكتاكيت الذي كان يشرف عليهم المدرب محفوظ ضريف، وعلى ذكر هذا المدرب، لن أنسى خيره وفضله الكبير لي، حيث ساعدني كثيرا، ووقف بجانبي في أحلك الفترات، وخبره لن أنساه· وشاءت الصدف أنه في أول موسم لي مع كتاكيت النصرية، شهد ميلاد جيل جديد لفريق النصرية مع المنتخب الوطني، كما استطاعوا إعادة المجد الذهبي لهذا الفريق بفضل أدائهم المميز، وأتذكر جيدا لقاء النصرية مع اتحاد الحراش قي الدور ربع النهائي لكأس الجزائر بملعب 5 جويلية، عام 1992 كيف تفاعلت مع فوز النصرية، وهو اللقاء الذي كان بداية تحول في حياتي الكروية، ليأتي اللقاء الموالي أمام فريق شبيبة القبائل في الدور النصف النهائي لكأس الجزائر، وأتذكر جيدا أنني بكيت حرقة تأثرا بإقصاء النصرية من الكأس بضربات الجزاء، وقد أقسمت حينها أن أبقى وفيا لفريق النصرية· ** وماذا بعد ذلك؟ * يقيت في فريق النصرية إلى غاية موسم 97 - 98، حيث لعبت لأصناف المبتدئين والأصاغر والأشبال، وفي هذا الصنف، قام المدرب كمال بوطاجين بترقيتي إلى صنف الأواسط رغم أن سني لم يكن يتجاوز الرابعة عشر، وبالمناسبة أشكر هذا المدرب الذي ساعدني هو الآخر، وكان يقدم لي النصائح والإرشادات ومما كان يقوله لي، يافوزي عليك بالعمل لديك مستقبل زاهر في كرة القدم· ** قلت لي منذ قليل أنك أقسمت أن تبقى وفيا لفريق النصرية، لكن الواقع أثبت العكس، برحيلك من هذا الفريق، لماذا خالفت وعدك؟ * لا، لم أخلف الوعد ولم أنس القسم الذي ضربته على نفسي، بدليل أنني بقيت في الفريق إلى غاية 1998، فلولا انتقالي إلى انجلترا لما غيرت فريق النصرية بفريق جزائري آخر، كنت مرغما بترك فريق النصرية للعب في انجلترا بعد انتقال عائلتي إلى هناك· ** لكن بعد عودتك قبل أربع سنوات من الآن لعبت لفريق شباب بلوزداد، ولم تلعب لفريق النصرية لماذا؟ * كل ما في الأمر أن فريق الشباب الوحيد الذي طلب خدماتي، فلو عرض عليّ فريق النصرية اللعب له لقبلت اللعب له، نظرا لعلاقة الغرام التي كانت تربطني به، فهو الذي وفر لي كل شيء خلال الفترة التي لعبت له· ** حدثنا عن بدايتك الكروية في انجلترا؟ * بما أن البطولة الانجليزية، هي مزيج بين الأداء الفني والاندفاع البدني والتكتيكي، فاعترضتني بعض المشاكل في بداية الأمر مع فريق مدينة ريد هيل بولمونث المتواجد في جنوب غرب انجلترا، لكن سرعان ما تأقلمت مع ريتم البطولة وأداء اللاعبين الانجليز، خاصة وأن اللاعب الجزائري يطغى على أدائه اللعب الفني أكثر من الجانب البدني، ومع مرور الوقت طورت موهبتي الكروية، مما سمح لي بفرض مكانتي في الفريق رغم أن جميع اللاعبين كانوا من الانجليز فالوحيد الذي كنت لا أحمل الجنسية الانجليزية، وأنهيت الموسم الأول مع هذا الفريق كثاني أحسن هداف، واللاعب الوحيد الذي لعب أكبر عدد من المباريات الرسمية 32 مقابلة من ضمن ال38 مباراة خاضها الفريق خلال ذلك الموسم، وهو ما سمح لي إلى الانتقال إلى فريق ساوثامبتون الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، وعمري لا يتجاوز السادسة عشر، فرغم أنني كنت في صنف الأشبال، إلا أن مدرب الأواسط استعان بخدماتي، وكنت واحدا من بين أحسن لاعبي الأواسط رغم صغر سني·