يقوم قرابة أربعين خبيرا في استخدام الإنترنت غالبيتهم يتقنون العربية، باستهداف مواقع لناشطين في القاعدة بتكليف من الإدارة الأمريكية من أجل (دحض) الدعاية التي يبثها التنظيم الإسلامي· وقال مسؤول رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته من (مركز الاتصالات الاستراتيجية) الذي أسس حديثا أن (الأمر لا يتعلق إطلاقا بالقرصنة)· وتبلغ ميزانية هذا المركز التابع لوزارة الخارجية، ستة ملايين دولار وبدا العمل فيه في سبتمبر 2011· وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند أن الأمر على عكس القرصنة، ف(المحاربون على الإنترنت) كما يُعرف عنهم يعملون بشكل مكشوف مشيرة اإلى أنهم (يعرفون عن أنفسهم ويقولون إنهم يعملون لحساب وزارة الخارجية)· والمبدأ وراء هذه العملية بسيط: يقوم خبراء معلوماتيون من وزارة الخارجية يتكلمون بطلاقة العربية والاوردو (اللغة الرسمية في باكستان) والصومالية بتصفح المواقع والمنتديات وغيرها من الشبكات الاجتماعية بحثا عن دعاية للقاعدة سواء خطيا أو على هيئة صور أو تسجيلات فيديو فيردون على كل منها على الموقع نفسه· وأوضح المسؤول في المركز (بمجرد أن تقوم القاعدة بتحميل شيء، نقوم بالمثل على الموقع أو المنتدى نفسه؛ إذا أدرجوا رابطاً إلى أحد تسجيلاتهم على يوتيوب، فنحن نقوم بالمثل ونحيل إلى أحد تسجيلاتنا على يوتيوب)· وشدد المسؤول على أن الهدف ليس التوجه إلى ناشطين من القاعدة بل الحؤول دون تمكن التنظيم من (التاثير على قسم) من الشباب الذين لديهم ميول للانضمام من خلال (دحض دعاية) القاعدة· وتابع أن (نصف المعركة التي تشنها القاعدة يتم عبر وسائل الإعلام)· وأشار بروس ريدل خبير مكافحة الإرهاب في مركز بروكينغز أن (مكافحة تنظيم القاعدة يجب أن تتجاوز غارات الطائرات بدون طيار وأنشطة التجسس· من المنطقي تماما أن تتم المواجهة على صعيد الدعاية)· وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كشفت شخصيا الأربعاء الماضي وجود هذه الوحدة الخاصة· وصرحت كلينتون خلال عشاء مع مسؤولين في قيادة العمليات الخاصة في مقرهم في تامبا (فلوريدا، جنوب شرق) أن وحدة خاصة في الخارجية استهدفت حملة دعائية على مواقع قبلية على الإنترنت كانت (تفاخر بقتل أمريكيين وتحاول تجنيد مناصرين آخرين)· وتابعت (في غضون 48 ساعة تمكن فريقنا من تغطية المواقع إياها بنسخ معدلة من رسائلها عبر نشر حصيلة قتلى هجمات القاعدة من الشعب اليمني)· وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في لقائها الصحافي الخميس مثالا على ذلك صورة نشرها أنصار القاعدة تبدو فيها، كما قالت، (نعوش مغطاة بالعلم الأمريكي· وقمنا بوضع صورة عوضا عنها تبدو فيها نعوش مغطاة بالعلم اليمني للتشديد على أن من يقتل في عمليات القاعدة في اليمن هم من اليمنيين)· ومع أنه من الصعب قياس مدى فاعلية جهود العملية التي أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية، فإن كلينتون قالت (نلاحظ أن جهودنا بدأت تؤتي ثمارها بعد أن قام متشددون بالإعراب عن استيائهم وطلبوا من أنصارهم عدم تصديق كل ما يقرأونه عبر الإنترنت)·