أصبح عدد العائلات التي تجد نفسها في الشارع بين ليلة وضحاها لا يعد ولا يحصى في الآونة الأخيرة خصوصا وأن القوانين تغيرت بسرعة حتى أصبح من كان يملك الحق أمس ظالما وخارجا عن القانون اليوم ، ولأن القانون لا يحمي المغفلين كما يقال عادة، فقد وجد هؤلاء ممن لم يحسبوا حساب السنوات القادمة أنفسهم يحاربون في سبيل إثبات حقهم في السكن الذي ولدوا وترعرعوا فيه. عائلة "دوكالي" هي إحدى هذه العائلات التي راحت ضحية غياب الوثائق التي تثبت حقها في السكن الذي تقطن فيه، حيث أكد رب العائلة ل "الأمة العربية" أن إجبارهم على التخلي عن مسكنهم لأنهم لا يملكون الوثائق اللازمة كان بمثابة فاجعة لهم خصوصا وأنه مضت سنوات طويلة و هم يسكنون هذا البيت، إلا أنه أضاف بأنه لم يستطع منع ذلك من الحدوث بسبب عدم امتلاكه للوثائق التي تثبت فعلا امتلاكهم للبيت. وتعود قصة عائلة "دوكالي" إلى سنوات طويلة مضت حيث كانت تعيش في شقة في إحدى البنايات بنهج محمد الخامس وكانت الأم تعمل كمنظفة للبناية لعدة سنوات الأمر الذي سمح للعائلة بالسكن في الشقة بتفويض من صاحب البناية نفسه، وكانت العائلة كغيرها تعيش حياة عادية تدفع كغيرها من القاطنين بالبناية فواتير الغاز والكهرباء والماء، وبعد أكثر من 40 سنة توفيت الأم وتركت إبنها وزوجته يعيشان في الشقة إلى أن جاء اليوم الأسود على حد تعبير السيد دوكالي وجاء أمر طردهم من الشقة بطلب من صاحب البناية الجديد حيث أكد هذا بأن العمارة بيعت لشخص آخر غير الذي كان يملكها سابقا ، وبعد عدة محاولات له لإثبات حقه في السكن باعتبار مرور كل هذه السنوات كما أنه كان يدفع الفواتير وهذا يعني بأنه يسكن في الشقة منذ سنوات كما أن هذا الأخير طلب من الجهات المعنية التي أصدرت قرار طرده سؤال صاحب البناية الأول ليؤكد لهم بأنه منحهم الشقة منذ عدة سنوات ولم يطالبهم من قبل بإخلائها، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل أمام غياب وثيقة تثبت ملكيته للشقة. وللإشارة فان هذه الشقة موجودة في الطابق السفلي وهي ليست بالشقة الفخمة التي يمكن لصاحب البناية أن يؤجرها بمبلغ أكبر من المبلغ الذي تدفعه عائلة دوكالي إلا أن بعض سكان الحي أكدوا بأنه ينوي تحويلها إلى محلات، المهم في الأمر أن العائلة وجدت نفسها في الشارع بعدما تم رمي كل أثاث المنزل في طرقات الحي ،الأمر الذي جعلها تتخذ إحدى البيوت القصديرية مأوى لها في انتظار أن تلتفت إليها السلطات المحلية ويتم ترحيلها إلى سكن لائق. وأمام الوضع الحرج الذي تعيشه عائلة دوكالي منذ أيام و الذي يستدعي تدخلا عاجلا من السلطات المحلية يبقى أفراد العائلة في انتظار أن يتم ترحيلهم في أسرع وقت إلى سكن يليق بهم.