يبدو أن صحة المستهلك باتت آخر ما يفكر فيه التجار لاسيما مع الظواهر التي باتت تلاحقنا هنا وهناك والتي يجسدها انتشار الطاولات الفوضوية التي باتت تعرض موادا سريعة التلف على المستهلكين، وإن هضم البعض الظاهرة في فصل البرودة فإن خطر الظاهرة يهدد الكل مع اقتراب حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى أقصاها، إلا أن تلك الظواهر تبقى مستمرة على مستوى أغلب الأسواق بالعاصمة وخارج العاصمة. بحيث اصطفت عبر تلك الطاولات المقابلة للشمس أنواع من المواد الغذائية سريعة التلف على غرار مشتقات الحليب والألبان، إلى جانب بعض أنواع الحلويات المعجنة التي لا يتوافق عرضها مع أشعة الشمس وما يجلب الدهشة أكثر هو استمرار الإقبال عليها من طرف المواطنين دون أدنى إدراك بما قد ينجم عن ذلك من نتائج وخيمة على صحتهم. واستمرت تلك الظواهر المشينة على مستوى أغلب طاولات البيع بالأسواق الشعبية على غرار مارشي 12 وبن عمر بالقبة وساحة الشهداء وباش جراح.. واختلفت المواد المعروضة وتنوعت على غرار الأجبان والزبدة والمايوناز وأغلب مشتقات الحليب التي لا يتوافق عرضها تحت درجة حرارة عالية، إلى جانب بعض المنتجات المنزلية على غرار المحاجب والبينيي إلى غيرها من المواد التي اختار بعض التجار ترويجها بمحاذاة الأسواق دون أن ننسى أنواع البسكويت والحلويات والشكولاطة التي ليست في منأى عن تأثير درجة الحرارة على محتواها. في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأسواق من أجل رصد الوضع عن قرب وجمع بعض آراء المواطنين حول تلك الظاهرة التي تراهن بصحتهم، فلاحظنا الانتشار المكثف لتلك الطاولات وإقبال البعض على تلك المواد دون الوقوف ولو لبرهة على مخاطرها خاصة وأنها عرضت تحت الشمس لساعات طوال، ما أوضحته إحدى السيدات التي قالت إن استمرار تلك الظواهر المشينة في ترويج المواد الغذائية من شأنه التأثير على صحة المستهلكين خاصة وأن الكثير منهم يقعون في فخ الأثمان البخسة بعدها يدفعون الثمن مضاعفا ويكلفهم الأمر المخاطرة بصحتهم. نفس ما راح إليه السيد كريم الذي قال إن اللوم لا يقع على التجار وإنما على المستهلكين الذي شجعوا على استمرار الظاهرة بإقبالهم على اقتناء مختلف المواد من تلك الطاولات دون أدنى اهتمام بصحتهم وسلامتهم، ليضيف أنه شخصيا لا يتعامل مع تلك الطاولات ويفضل زيادة المصاريف واقتنائها من المحلات أين تتوفر شروط حفظها سواء تلك التي تحتاج إلى التبريد كمشتقات الحليب أو بعض المواد الاستهلاكية التي يشترط وضعها في مواضع لائقة، المهم أنها تبعد عن أشعة الشمس التي تعمل على تحليل مكوناتها وتؤثر عليها بالسلب مما ينعكس على الصحة العامة. وأمام فخ الأثمان البخسة التي تسيل لعاب الكثيرين في ظل انخفاض القدرة الشرائية تستمر تلك الظواهر المشينة التي تراهن بالصحة العمومية في ظل غياب الرقابة.