تعيش ولاية بجاية هذه الأيّام عدّة مشاكل قد تؤثّر سلبا على أجواء موسم الاصطياف، ومن بينها تلك المتعلّقة بالنّقل، حيث أن سكان عاصمة الحمّاديين يعانون أشدّ معاناة في هذا الجانب نتيجة الإضراب الذي شنّه النّاقلون الخواص، والذين يريدون فرض منطقهم برفع تسعيرة النّقل بنسبة 50 بالمائة، ناهيك عن المصطافين والسياح الذين يجدون صعوبة في التنقّل بين أحياء المدينة. يلجأ الأغلبية إلى الاستعانة بسيارة الأجرة أو بسيّارات الكلونديستان، والحائل الآخر الذي يقف في وجه المواطنين هو الاكتظاظ اليومي الذي تشهده حركة السير على مستوى الطرقات الرئيسية والوطنية، وهو ما زاد الطين بلّة. وللإشارة، فإن السلطات المحلّية أعطت إشارة انطلاق موسم الاصطياف بحر الأسبوع المنصرم إلاّ أن ذلك لم يصنع الحدث ككلّ مرّة، حتى أن الصحافة المحلّية لم تشعر بأهمّية هذا الحدث الذي من المفترض أن يغطّي صفحات كثيرة في الجرائد اليومية. وفي ذات الوقت فإن الإعلام السمعي هو الآخر قد انجرّ وراء التأخير لعدّة أسباب أهمّها تلك المنحصرة في المشاكل اليومية للمواطنين، والتي زادت وتفاقمت في المدّة الأخيرة. وعليه فإن مواكبة الحدث إعلاميا يتطلّب توفّر الشروط الموضوعية التي تبدو ناقصة نوعا ما في الجانب السياحي، فولاية بجاية ما تزال تشتكي من قلّة الخدمات السياحية ومن هياكل الاستقبال وحتى من أن الثقافة السياحية غائبة في أذهان المواطنين ولعلّ المنظر المشوّه لعاصمة الولاية جرّاء انتشار الأوساخ والقمامات والنّفايات المنزلية وما تنبعث من روائح منها لدليل قاطع على أن المسيرة لتحقيق الأهداف المنشودة ما تزال بعيدة المنال. لذا، فإن غياب الاستثمار في القطاع السياحي من جهة وتردّد المستثمرين المحلّيين والأجانب في هذا الميدان يجعل مستوى التطلّعات لتحقيق مستوى جدير بالتنويه يلائم الطاقات الهائلة التي تزخر بها المنطقة غير كافية من حيث الاستعدادات والسياسات التي دخلت حيّز التنفيذ، والتي بقيت حبرا على ورق رغم المحاولات المتكرّرة لإنقاذ هذا القطاع الحيوي الذي يمكن أن يكون بديل الثروة النّفطية المحكوم عليها بالزّوال في يوم ما. إن بجاية كولاية سياحية بالدرجة الأولى لها من المؤهّلات لأن تتحوّل في المستقبل القريب إلى قطب سياحي يسطع كالقمر في ليلة البدر، وهذا لا يتطلّب المستحيل بل مجرّد وضع استراتيجية تتطابق مع المعايير الدولية والمواصفات التي بإمكانها أن تحقّق الأهداف المنشودة. ولقد حاولت الجهة الوصية المحلّية وسلكت منهجا تطوّريا في هذا الجانب قصد تحقيق قفزة نوعية، إلاّ أن عزوف المستثمرين والبيروقراطية المستحكمة لم يساهما في إيجاد مخرج من هذا المأزق. وفي هذا الشأن يطلب المستثمرون المحلّيون وشركاء القطاع من الدولة إزالة العوائق البيروقراطية مع تسهيل الإجراءات التي من شأنها أن تشجّع هذا التوجّه بغية الانتقال بالقطاع إلى ما هو أكثر نجاعة وفائدة لها صلة بالتنمية المحلّية. ... مؤسسة النّقل البلدي لمدينة بجاية تفنّد إشاعة رفع التسعيرة فنّدت يوم أمس مؤسسة النّقل البلدي لمدينة بجاية الإشاعات التي يروجها البعض، والتي مفادها أن المؤسسة قرّرت رفع تسعيرة النّقل البلدي من 10 دنانير إلى 15 دينارا. فقد أوضح المسؤول الأوّل على المؤسسة الذي أوضح أن أيّ إجراء يهدف إلى زيادة تسعيرة النّقل من صلاحيات الوزارة ومديرية النّقل، وأشار إلى أن الخبر عار من الصحّة، وفي سياق الحديث أوضح أن مؤسسة النّقل البلدي لديه 20 حافلة وهي متواجدة في الميدان تحاول تغطية النّقص المسجّل بعد دخول القطاع الخاص في إضراب عن العمل ويأمل أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها ويتمّ حلّ المشكلة بالحوار والتفاهم من أجل مصلحة المواطن وتدعيم الاستقرار .