أعلنت باكستان أن 14 مليون شخص تضرروا جراء الفيضانات التي دمرت مئات الآلاف من المنازل وأودت بحياة ما يزيد على 1600 شخص. وقال نديم أحمد، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، إن إقليمي خيبر باختونخوا(شمال غربي البلاد) والبنغاب (وسط البلاد) هما الأكثر تضرراً من الفيضانات في باكستان. وتعرض الرئيس الباكستاني آصف على زرداري لانتقادات شديدة لقيامه بزيارة لأوروبا في الوقت الذي تتعرض فيه بلاده لفيضانات. ويتزامن ذلك مع تهاوي شعبيته بصورة حادة، لتصل إلى 20%، بحسب ما أظهره استطلاع للرأي. ولا يزال يجري جمع البيانات في إقليم السنْد جنوبي البلاد، حيث تنقل السلطات السكان إلى أماكن أكثر أمناً في الوقت الذي يهدد فيه ارتفاع منسوب مياه نهر اندوس بإغراق مناطق شاسعة. وأوضح أحمد أن 650 ألف منزل تعرضت للضرر أو الدمار، مشيراً إلى بلاده ستحتاج إلى 5ر2 مليار دولار لإغاثة الضحايا وإعادة تأهيلهم، بعد أسوأ فيضانات تجتاح البلاد في تاريخها. ودمرت الفيضانات التي تسبب فيها هطول الأمطار الموسمية الغزيرة بشكل غير عادي الأسبوع الماضي، معظم المناطق الواقعة شمال غربي باكستان، وأغرقت مئات القرى وسط البلاد. وتصب مياه الفيضانات الهائجة حالياً في نهر اندوس، الذي يبلغ طوله 3320 كيلومتراً ويمر عبر إقليم السند، وكان قمر الزمان شودري، رئيس هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية، قال في وقت سابق إنه "في الوقت الحالي، يتدفق 962678 قدماً مكعبة (27263 متراً مكعباً) من المياه في الثانية عبر نهر إندوس في السند، ويرتفع منسوبه". وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان: "تواجه 11 منطقة خطر الفيضانات في السند، حيث جرى نقل أكثر من 500 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمناً ولا تزال عملية الإجلاء مستمرة". وأقامت السلطات مخيمات إغاثة في العديد من المباني الحكومية، غير أن عشرات الآلاف من الأشخاص يقيمون في الخلاء بمتعلقاتهم على طول الطرق أو في الحقول، بسبب نقص وحدات الإيواء التي توفرها الحكومة. ولا يزال مئات الآلاف من السكان محاصرين في إقليمي البنغاب وخيبر باختونخوا جراء الفيضانات، واضطر الكثير منهم إلى الاحتماء بأسطح المباني والمرتفعات. ولا يزال متعذراً دخول عاملي الإغاثة إلى العديد من المناطق التي تعرضت للفيضانات، فيما عرقلت موجة جديدة من الأمطار، بدأت الجمعة في المناطق الشمالية والشمالية الغربية في البلاد، عمليات الإغاثة. وقال عارف محمود، كبير خبراء الأرصاد بهيئة الأرصاد الجوية الباكستانية، إن "هذه الأمطار الموسمية غزيرة إلى حد كبير. ومن المقرر أن تستمر حتى 15 أوت الجاري". وأضاف أن "الموجة الحالية ستستمر حتى الأحد، ويمكن أن تعرقل العمليات الجوية في المناطق المتضررة من الفيضانات، كما ستضع المزيد من الصعوبات في المناطق التي فقد فيها آلافُ السكان المأوى". من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إن حالات الإسهال الحاد تشكل مصدر قلق.