تدخلت وحدات الحماية المدنية نهاية الأسبوع الفارط بالمدية، لإخماد ثماني حرائق عبر مختلف مناطق إقليم الولاية، وهذا في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوع الماضي، أين دخلت ذات الوحدات في صراع عنيف مع ألسنة النيران التي طالت عديد المحاصيل الزراعية على وجه الخصوص، ويبدو أن تهاون الفلاحين في جانب أخذ الحيطة والحذر في حماية محاصيلهم الزراعية يلعب دورا كبيرا في المحافظة على أرزاقهم المتنوعة، خاصة بالنسبة لأصحاب الحصادات التي أكل عليها الدهر وشرب، حسبما ما لاحظناه أمس الجمعة بالمزرعة النموذجية سي عنتر ببني سليمان وتحديدا بالكروشة، أين تسببت الشرارات المتطايرة من الحصادة في نشوب حريق، غير أن تدخل الجرارات لحرث خطوط بالقرب من المنطقة الخاضعة للحصاد وكذا الحماية المدنية حال دون انتشار ألسنة النيران بهذا الحقل، في مقدمتها أنواع الحبوب والأشجار المثمرة وصناديق النحل، بالإضافة إلى ممتلكاتهم العقارية كالمنازل القريبة من أكوام الحبوب والأحراش، وهذا على اعتبار أن أغلب الحرائق يتسبب فيها الإنسان بالدرجة الأولى. وفي هذا الصدد فقد تسببت الحرائق نهاية الأسبوع الفارط حسب طهراوي لبنى المكلفة بخلية الإتصال والإعلام بذات المديرية، في خسائر وصفتها بالكبيرة جدا، بكل من بلدية السدراية التابعة لدائرة القلب الكبير بشرق الولاية، أين خلف خسائر معتبرة في المحاصيل الفلاحية كالأشجار المثمرة من بينها أشجار اللوز والتين والرمان والكروم إضافة إلى لوازم السقي كالأنابيب البلاستيكية والكوابل الكهربائية، وبتابلاط طالت كذلك النيران 800 شجرة زيتون و200 شجرة أخرى من اللوز و4 هكتارات من حشائش المخصصة لعلف الحيوانات، وببني سليمان أدى حريق مهول سببته آلة للحصاد قديمة، إلى إتلاف 25 هكتارا من القمح الصلب و20 كيسا من القمح المحصود، وببلدية مغراوة التابعة لدائرة العزيزية، أتلفت الحرائق 262 شجرة زيتون، هذا بالإضافة إلى عشرات المئات من حزم التبن والأشجار المثمرة، رغم تمكن وحدات الحماية المدنية الثانوية من حماية مساحات كبيرة مغروسة بمختلف الغلل الفلاحية. ويبقى دور العنصر العنصر البشري ضروري للغاية في التقليل من هذه الخسائر. من جهة أخرى سينصب غدا الأحد، الرتل المخصص لحملة مكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الفلاحية، خلال الموسم الجاري من سنة 2012، وتدخل هذه العملية ضمن الإستراتيجية العملياتية، المسطرة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية، عملية التنصيب حسب مكتب خلية الاتصال والإعلام بذات المديرية، ستقام على مستوى حظيرة الحماية المدنية بحي بزيوش بأعلى مدينة المدية، وحسب المصدر نفسه فإن رتل هذا الموسم يتكون من 15 آلية من مختلف الأنواع والأحجام، يشرف على توظيفها 60 عونا من مختلف الرتب من ولايتي المدية وغرداية.