* الشباب استعاد قوته في موسم 1968 - 1969، وحاز على ثاني ثنائية في سجله الوفير. * قوة الشباب في نهاية الستينيات، دفع (الفاف) بإعلان مشاركة الأندية الجزائرية في المنافسات القارية. * لهذا السبب فضلت (الفاف) مقاطعة مواجهة العودة بدكار أمام جان دارك السنغالي بعد أن توقفنا في حلقة أمس عن أهم تتويج الشباب في منتصف عشرية الستينيات، وهي الفترة التي توج بها بالازدواجية، حينها بات شباب بلوزداد أول فريق في تاريخ الجزائر المستقلة ينتزع الثنائية، لكن قوة الشباب امتصها الفريق الوطني، بعد أن تحول جل لاعبي (الخضر) من تشكيلة الشباب، يقودهم الثلاثي التاريخي كالام لالماس عاشور. في عدد اليوم، سنتعرف عن الكثير من المحطات الهامة في مسيرة الشباب، منها على وجه الخصوص تألقه في منافسة كأس الجزائر، حيث قهر اتحاد العاصمة في مناسبتين، ولقن لاعبوه دروسا لن تمحى من ذلك الجيل في أبجديات كرة القدم، كما سنتعرف عن حكاية أول مباراة قارية خاضها ليس فريق الشباب بل الأندية الجزائرية في المنافسات القارية، ولنبدأ من حيث استعاد فريق الشباب للقبه الضائع من وفاق سطيف. الثنانية الثانية في تاريخ الشباب لم يكتف فريق شباب بلوزداد في موسم 1968 - 1969 باستعادة لقبه الضائع الذي كان عند وفاق سطيف، بل راح يستعيد كذلك كأسه الضائعة من وفاق سطيف، ففي نهائي مثير احتضنه ملعب 20 أوت أمام أكثر من 20 ألف متفرج انتهى بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، فبعد هدف مساحل في الدقيقة ال20 للشباب، راح الكثير يظن أن الشباب قد نال الكأس، خاصة وأن اللقاء شارف على نهايته، لكن في الوقت الذي كان فيه الحكم محمدي يضع الصفارة في فمه لإعلان نهاية اللقاء وإذا بلاعب اتحاد العاصمة سعدي يعدل النتيجة، الأمر الذي اضطر الفريقان لإجراء لقاء ثاني، الذي لعب يوم 12 جوان من نفس العام أي أسبوعا واحدا من النهائي الأول. أمام نفس الجمهور أو أكثر الذي حضر النهائي الأول بملعب 20 أوت، لكن مع حكم مغاير وهو شكايمي، تمكنت عناصر الشباب من إلحاق هزيمة نكراء بفريق الاتحاد توقفت عند الهدف الخامس مقابل ثلاثة أهداف للاتحاد. بعد انتهاء الوقت الرسمي بنتيجة ثلاثة أهداف لمثلهما، لجأ الفريقان للوقت الإضافي الذي ابتسم للشباب بفضل الأصلع لالماس، الذي سجل هدفين في الوقت الإضافي، بعد أن كان وراء افتتاح باب التسجيل في اللقاء وذلك في الدقيقة الرابعة، وهو ثالث تتويج لفريق الاتحاد وأول خسارة لفري الاتحاد لنهائي الكأس. وبحصول الشباب على الازدواجية بات أول فريق يحصل على ثاني ازدواجية بعد تلك التي حصلها في موسم 1965 - 1966. مواجهة جان دارك في الذاكرة بعد المستوى الرفيع الذي وصل إليه فريق الشباب على المستوى الوطني، في نهاية الستينيات بحصوله على الازدواجية بجدارة واستحقاق، وبما أن عددا كبيرا من لاعبي الشباب كانوا يلعبون للمنتخب الوطني، تقدمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بطلب لدى الاتحادية الإفريقية بقبول المشاركة في كأس إفريقيا للأندية البطلة، وهو الطلب الذي قوبل بالإيجاب. عملية القرعة لم ترحم فريق الشباب، حيث أوقعته أمام واحد من بين أقوى الأندية الإفريقية في تلك الفترة وهو نادي جان دارك السنغالي. مواجهة الذهاب لعبت بملعب 20 أوت في مطلع عام 1970، فأمام أكثر من 20 ألف متفرج، غصت بهم مدرجات ملعب 20 أوت، عاش عشاق الشباب مباراة من نوع خاص، وبما أن الشباب كان لا يقهر ومنافسه كان يمثل معادلة صعبة على المستوى القاري، وجد لاعبو الشباب بقيادة لالماس صعوبات كبيرة في ترويض لاعبي جان دارك، حيث تخللت المباراة لقطات لا رياضية بين لاعبي الفريقين، الأمر الذي اضطر إدارة الشباب بطلب من الرئيس الراحل هواري بومدين بمقاطعة مباراة الإياب خشية من رد فعل سلبي من جماهير ولاعبي نادي جان دارك بعد أن توعدوهم بذلك بعد نهاية مباراة الذهاب التي انتهت في أجواء جد مشحونة بفوز الشباب 5 - 3، رفض الشباب التنقل إلى دكار دفع بالاتحاد الإفريقي بتجميد مشاركة النوادي الجزائرية في المنافسات القارية. النهائي الثاني أمام الاتحاد لن ينسى لكن بالرغم مما حدق بالشباب أمام نادي جان دارك، حيث تعرض بعض من لاعبيه الأساسيين نذكر منهم بوجنون وكالام إلى إصابات، إلا أن شوكة (الشباب) لم تتأثر، وحافظت على قوتها، بدليل أن زملاء لالماس سجلوا نتائج كبيرة في البطولة الوطنية مكنتهم من إنهاء الموسم في المرتبة الأولى عن جدارة واستحقاق، بخسارة واحدة أمام مولودية وهران بملعب هذا الأخير 3/1، فلم يشكل احتفاظ الشباب بلقبهم مفاجأة، خاصة وأن الشباب كان قد سجل العديد من النتائج العريضة منها فوزه على اتحاد بلعباس 4-1 وعلى وداد تلمسان 7-0 وعلى شبيبة تيارت 8-3. لم يكتف عناصر الشباب بفوزهم بلقب البطولة الوطنية بل أضافوا إلى رصيدهم الحافل بالألقاب كأس الجزائر، من خلال اللقاء النهائي الذي جمع فريق الشباب وللمرة الثانية على التوالي أمام الجار الاتحاد. على شاكلة المباراة النهائية التي جمعت الفريقين في مطلع صائفة عام 1969 تكرر المشهد في نهائي 1970، حيث لجأ الفريقان إلى إعادة المباراة لتحديد هوية الفريق الفائز. فبعد انتهاء اللقاء الأول بالتعادل هدف لمثله أمام 20 ألف متفرج بملعب 20 أوت وتحت إشراف الحكم محمدي، فبعد هدف كالام في الدقيقة الرابعة للشباب وشلابي للاتحاد في آخر دقيقة من المرحلة الأولى، لم تتغير النتيجة خلال المرحلة الثانية، رغم السيطرة شبه الكلية لعناصر الشباب بقيادة الأصلع لالماس الذي فشل في الوصول لشباك الحارس العقبي. بعد أسبوعين من المواجهة الأولى، كان الجمهور العاصمي على موعد مع نهائي معاد، لكن هذه المرة بملعب بولوغين، فأمام 15 ألف متفرج، وتحت إدارة الحكم الدولي بن غزال، راح الثنائي حسان لالماس ومختار كالام يمتعان الجمهور الرياضي الجزائري بواحدة من أحسن المباريات الكروية التي خاضها هاذين اللاعبين عبر مشوارهما الكروي، حيث اقتسم كلا اللاعبين حصيلة الأهداف الأربعة التي وقعها فريق الشباب في شباك الاتحاد، مقابل هدف واحد لهذا الأخير وقعه اللاعب زيتون، وبذلك يتوج فريق الشباب بالازدواجية للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه، وهو مالم يسجل لحد الآن. كأس أندية الأبطال المغاربية وأيام الشباب الزاهية جرت أول دورة لكأس المغرب العربي للأندية البطلة بالجزائر، حيث استضافها فريق شباب بلوزداد وبما أن هذا الفريق كان لا يقهر كان من البديهي أن ينتزع الكأس بجدارة واستحقاق. التقى فريق الشباب في لقائه الأول الذي جرى بتاريخ 3 أفريل من عام 1970 أمام 20 ألف متفرج مع الوداد البيضاوي المغربي، ونظرا لتكافؤ الفريقين، لم يفصل في اسم الفائز إلا بضربات الجزاء 2/1 بعد انتهاء اللقاء الرسمي بالتعادل بدون أهداف، فيما انتهى اللقاء الثاني لمصلحة النادي الصفاقسي بثلاثة أهداف لواحد أمام نادي بنغازي. اللقاء النهائي جرى يوم 5 أفريل 1970 بين الشباب بقيادة حسن لالماس وبعد انتهاء الوقت الرسمي بهدف لمثله سجل للشباب عاشور وعدل للنادي الصفاقسي طرابلس في الدقيقة ال26، وفي أول دقيقة من الوقت الإضافي أضاف كلام الهدف الثاني لكن خمس دقائق من بعد عدل للنادي الصفاقسي الطرابلسي، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الجزاء التي ابتسمت للشباب 4/3. الدورة الثانية وعلى عكس الدورة الأولى جرت على شكل ذهابا وإيابا، مثّل الجزائر فريق شباب بلوزداد بصفته حامل لقب الجزائر ولقب الدورة الأولى، في مباراة الذهاب التي جرت بملعب المنزه يوم 32 أفريل من عام 1971 تمكن الشباب من العودة بالتعادل من تونس أمام الترجي 2-2، سجلهما للشباب بوجنون في الدقيقتين ال3 وال52، فما سجل للترجي كل من مراد في الدقيقة ال 5 ومعشوش في الدقيقة ال27، لقاء الذهاب حسمه الشباب لمصلحته بنتيجة 3/2 اللقاء الذي جرى يوم 7 ماي بملعب 20 أوت أمام 20 ألف متفرج، سجل للشباب كل من بجنون في الدقيقة ال 52 ولالماس في الدقيقة ال 58 وشقرون قبل خمس دقائق من النهاية، فيما سجل للترجي كل من معشوش في مناسبتين ال17 و87. نشط اللقاء النهائي كل من شباب بلوزداد والجيش الملكي المغربي، في لقاء الذهاب الذي جرى يوم 15 ماي من عام 1971 بملعب 20 أوت انتهى بفوز الشباب بنتيجة 3/2 سجل لهذا الأخير كل من سالمي في الدقيقة ال 58 وبوجنون في الدقيقة ال 65 ولالماس في الدقيقة ال 72، فوز الشباب أكده في لقاء الإياب الذي جرى أسبوع من بعد لم يكتمل، حيث بعد انسحاب فريق الشباب من الميدان فور افتتاح الفريق المحلي باب التسجيل احتجاجا على سوء التحكيم، لكن بالرغم من ذلك فلقب الدورة عاد للشباب. الدورة الثالثة جرت في نفس السنة، وهذا في أواخر عام 1971، وجرت بالنظام القديم، واستضافها نادي سطات المغربي، ومثل فيها الجزائر كل من فريقي الشباب ومولودية وهران، واحتفظ بلقبها فريق الشباب بتفوقه في لقاء الدور نصف النهائي على النادي الصفاقسي التونسي بهدفين لواحد سجل للشباب سالمي في الدقيقة ال49 والراحل مدني في الدقيقة ال 55، فيما سجل لنادي الصفاقسي سطات اللاعب علوي في الدقيقة ال 70، أما اللقاء الثاني والذي كان فيه مولودية وهران طرفا فيه فقد خسره هذا الأخير أمام النادي الصفاقسي بهدفين لصفر وقعهما كل من العقربي في الدقيقة ال 7 وقروشة في الدقيقة ال 78. المباراة النهائية كانت نسخة طبق الأصل للدورة الأولى، بين شباب بلوزداد والنادي الصفاقسي وانتهت بفوز الشباب بهدفين لواحد، سجلهما لهذا الأخير كل من كالام في الدقيقة ال 34 وسالمي في الدقيقة ال 54 فيما سجل الهدف الوحيد للنادي الصفاقسي طرابلسي في الدقيقة ال25. الدورة الرابعة جرت بتونس بملعب الشاذلي زويتن، انتزع لقبها النادي الصفاقسي، حيث ثأر من خسارته لنهائي الدورتين الماضيتين أمام شباب بلوزداد، حيث كسب اللقاء النهائي الذي جرى يوم 31 ديسمبر من عام 1972 بهدفين لصفر، وقبل ذلك كان فريق الشباب قد فاز في الدور نصف النهائي على شباب سيدي قاسم المغربي بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت الرسمي بدون أهداف فيما تأهل فريق النادي الصفاقسي على مولودية قسنطينة (الموك) بهدفين لصفر، هذا الأخير لم يحالفه الحظ في المباراة الترتيبية أمام الممثل المغربي حيث خسرها بضربات الجزاء. تطالعون في الجزء الرابع ... حكاية الشباب في الكأس المغاربية ... أفراح وأحزان ... نهاية أسطورة الشباب... كل هذا ستجدونه في الجزء الرابع ليوم غد، وإلى ذلكم الحين دمتم في رعاية الله وحفظه.