ليس من قبيل المبالغة القول إن مشروبات (كوكاكولا) و(بيبسي) تهدّد صحّة ملايين الجزائريين نتيجة احتوائها على مواد تسبّب السرطان، وهو ما كشفته مصادر إعلامية مختلفة، آخرها صحيفة (الشعب) الصينية التي كشفت أن (الكوكا) الموجّهة للأمريكيين أقلّ خطورة على الصحّة، وأن (الكوكا) الموجّهة لغيرهم من البشر، ومنهم بطبيعة الحال الجزائريين، تحتوي ضمن مكوّناتها الأساسية على مواد مسرطنة. بعد أيّام من تأكيد المعهد الوطني للاستهلاك بفرنسا احتواء مشروب (كوكاكولا) على كمّية من الكحول، كشفت صحيفة (الشعب) الصينية أن شركة (كوكاكولا) تلجأ إلى المعايير المزدوجة، حيث توجد مواد مسرطنة في منتجاتها التي تباع في الصين أعلى ممّا في الولايات المتّحدة ب 14 ضعفًا، ولا شكّ في أن ما ينطبق على (كوكاكولا) التي تباع في الصين ينطبق على مثيلتها بالجزائر، إلى غاية إثبات العكس، ذلك أن كوكا تعتمد سياسة تمييزية، حيث يحظى زبائنها في (وطنها) أمريكا بمعاملة تفضيلية تجعلهم يحصلون على (كوكا أقلّ خطورة). وأكّدت (الشعب) الصينية أنه في الوقت الحالي تمّ العثور على هذه المواد المسرطنة في أربعة منتجات وهي: (كوكاكولا)، (كوكا لايت)، (بيبسي كولا) و(بيبسي لايت). "كوكا كولا".. الطريق إلى السرطان! ذكر برنامج (صوت الصين) من محطّة الإذاعة الشعبية المركزية أن هيئة بحوث قامت بفحص جميع مشروبات كوكا كولا في العالم قبل أيّام، فوجدت أن أحد أنواع المواد المضافة قد تسبّب السرطان موجودة في مشروبات كوكا كولا بشكل شائع، وتتجاوز كمّية هذه المواد الموجودة في المنتجات الصينية كمّيتها في المنتجات المماثلة في الولايات المتّحدة ب 14 ضعفاً، وقد بلغت كمّيتها في المنتجات المماثلة في بريطانيا 34 ضعفا من الولايات المتّحدة. كما أثار هذا الخبر تعليقات كثيرة على (تويتر) ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، لا سيّما لدى المسلمين الذي يستهلكون كمّيات هائلة من هذا المشروب في العالم، وما يقال عن كوكا كولا و(مشتقّاتها) مثل (فانتا) يقال عن بيبسي و(مشتقّاته) مثل (ميراندا). ويشار إلى أن الاسم العلمي للمواد المسببة للسرطان هو (4-Methylimidazole)، حيث يمكنه أن يتسبّب في أورام سرطانية عند الحيوانات، كما يتسبّب في خطر الإصابة بالسرطان في جسم الإنسان. ويعود مصدر (4-Methylimidazole) إلى الكراميل الذي يضاف دائما إلى مشروبات كولا لإضفاء جمالية على لون مشروب كوكاكولا، ورغم أن الشركتين نفيتا مرارا وجود مواد مسرطنة في منتجاتهما، إلاّ أن شركة كوكاكولا أعلنت أنها ستخفّض كمّية المواد المسببة للسرطان في منتجاتها من خلال تغيير عملية الإنتاج، لتهدئة غضب الجماهير. وقال نشطاء بريطانيون مؤخّرا إن إجراءات تغيير عملية الإنتاج تنفّذ في الولايات المتّحدة فقط ولم تنفّذ في الدول الأخرى، وسوف يرسل نشطاء رسالة إلى الدوائر الصحّية الحكومية، يطالبون فيها بالحظر الكامل على استعمال الكراميل في التلوين، وطالبوا شركة كوكاكولا بعدم اعتماد معايير مزدوجة على مستوى سلامة المنتجات. وكانت نتائج التحاليل الكيميائية التي أجراها المعهد الوطني الفرنسي للاستهلاك قد كشفت أن مشروب (كوكا كولا) الأكثر رواجا في العالم يحتوي على كمّيات ضئيلة جدا من الكحول، وهو ما أكّدته أيضا مجلّة (60 مليون مستهلك) الفرنسية التي كشفت في عددها الأخير بعد ما قامت بتحاليل كيميائية هي الأخرى أن لترا واحدا من مشروب (كوكا كولا) قد يحتوي على ما يقارب من 10 مليغرامات من الكحول. ويذكر أن مسؤول في شركة (بيبسي كولا) اعترف في وقت سابق بأن بعض منتجات هذه الشركة تحتوي هي أيضا على كمّية قليلة من الكحول. "كوكا كولا" في ورطة! على غرار شركات الصودا الأخرى، لم تفرح (كوكاكولا) بنتائج المسح الذي أجري على 60 مليون مستهلكٍ. فقد حوّلت إحدى المجلاّت 19 نوعا من المشروبات إلى المختبر لتحليلها ونشرت في العدد الصادر في 28 جوان الفائت مقالاً عنوانه (الصودا، الكولا.. حقيقة ما تشربونه). وفي ما يلي بعض ما جاء في التقرير الذي نشرته صحيفة (لوموند) الفرنسية ووضع (كوكا) وأخواتها في ورطة حقيقية. يجهل ملايين المستهلكين حقيقة الوصفة الشهيرة التي تستعملها شركة (كوكاكولا)، والتي تعود إلى عام 1886، في حين أن شركات مثل (آلدي) أو (كازينو) أو (إيد ديا) تفصّل مكوّنات منتجاتها، رفضت (كوكاكولا) و(بيبسي) إفشاء سرّهما. فقد أظهرت التحاليل المخبريّة أن التربين (نوع من الهيدروكاربور الذي تنتجه نباتات عدّة) موجود بكثرة لدى هاتين الشركتين. يشار إلى أن بعض الأشخاص قد يصاب بحساسية جرّاء هذه المادة أو قد لا يتقبّلها. وأظهرت الدراسة أيضا أن 10 مشروبات غازية من أصل 19 تحتوي على الكحول إنما بكمّيات قليلة (0.001 بالمائة من الكحول). حسب القانون، يعتبر المشروب خاليا من الكحول إذا كانت نسبته أقلّ من 1.2 بالمائة. خفّضت الشركتان نسبة ملوّن E 150d وE 150c في ما عدا قارّة أوروبا، وكانت ولاية كاليفورنيا قد صنّفتهما مادتين مسرطنتين في جانفي الفائت. وأشارت الدراسات إلى أن السكر موجود بكثرة في هذه المشروبات، فكلّ لتر يحتوي على أكثر من 100 غرامٍ منه، قد تصل هذه الكمّية إلى 125 غرام أي ما يعادل 20 قطعة من السكر لكلّ لتر صودا أو عصير. وإذا لم يكن السكر مضرّا للصحّة في حدّ ذاته فقد يسبّب زيادةً في الوزن وأمراضا قلبية وعائية وداء السكري. وقد وصفت دراسة أجراها ثلاثة علماء في جامعة (سان فرانسيسكو) ونشرت في مجلّة (ناتور) شهر فيفري الفائت تأثير السكر بأنه مشابه لتأثير الكحول، ما أثار ضجّة حول الموضوع. ويتحدّث بعض العلماء أيضا عن الإدمان، لكن الشركات المنتجة تنكر وجود أيّ ارتباطٍ بين استهلاك منتجاتها وزيادة الوزن. وقد أكّد المدير التنفيذي في شركة (كوكاكولا) لصحيفة (وول ستريت) في 18 جوان الماضي أنه من الظلم اتّهام منتج واحد فحسب. احذروا المحلّيات في فرنسا، يزداد استهلاك المشروبات الحلوة المذاق، لا سيّما من الشباب. قد يصل استهلاك الفرد سنويا منها إلى 60 لترا وهي كمّية منخفضة مقارنة بالأمريكيين الذين وصل استهلاكهم إلى 190 لتر. أمّا العصير الذي يعتبر مفيدا للصحّة فيدخل في عناصره الكثير من السكر. يحتوي كوب التروبيكانا (25 سل) على 27 غراما من السكر، وهي كمّية مطابقة لتلك الموجودة في عبوة الكولا. حسب المجلّة يحتوي كوب عصير ألتر إيكو على 25 غراما وعصير اللّيمون جوكر على 22.5 غراما من السكر. وبالتأكيد، يزوّد العصير الجسم بالفيتامينات، لكن البرنامج الوطني للصحّة والتغذية يوصي بالاستهلاك المعتدل فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و11 سنة يجب ألا يستهلكوا أكثر من نصف كوب يوميا. يعتقد الطبيب لوران شوفاليي الذي يرأس اللّجنة الصحّية لشبكة البيئة والصحّة، والذي عمل كمستشارٍ لملف الستّين مليون مستهلك، أنه يجب تحذير الأشخاص الذين يستهلكون كمّيات كبيرة من العصير الصناعي، خصوصا الأطفال والشابّات اللواتي يردن الإنجاب. عام 2011 بيع حوالي 1.64 مليار لتر من عصير الفاكهة في العالم. وحسب أونيجوس فقد ارتفعت الكمّية بنسبة 2.57 بالمائة عن سنة 2010. وفي ما يتعلّق بالشاي المثلج تمّ تحليل 11 نوعا، وأشارت الدراسات إلى أن الصوداستريم هو الوحيد الذي يحتوي على أقلّ من 50 غراما من السكر لكلّ لتر. وتؤكّد المجلّة أيضا على وجوب الانتباه من المحلّيات، فثلث هذه المشروبات يحتوي على محلّيات اصطناعية (الأسبارتام E 951 أو الأسيسولفام K E950). حسب تقرير أعدّته الوكالة الوطنية لسلامة الأغذية في 18 جوان لا توفّر المحلّيات أيّ تغذية للجسم. وتؤكّد الوكالة أن المعطيات المتوافرة لا تشير إلى تأثير سلبي للمحلّيات المكثّفة خلال فترة الحمل، غير أنه يجب القيام بمزيد من الأبحاث. ففي النّهاية يطالب ستّون مليون مستهلكٍ الشركات المصنّعة بمزيد من الشفافية. رسالة البرنامج الوطني للصحة والتغذية هي: استهلك المياه فهي الشراب الأساسي الوحيد.