أثارت حادثة مطاردة الشرطة الدينية السعودية المعروفة باسم (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وتسببها في مقتل مواطن سعودي وبتر يد زوجته وجرح أطفاله في حادث مرور خطير، ضجة كبيرة في السعودية، حيث استنكر سعوديون كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف مواقع الأنترنت التي تطرقت إلى الحادثة، ما يقوم به رجال الشرطة الدينية من تضييق شديد على الناس لأبسط الأسباب، برغم أن الدينَ دينُ يسر وسماحة وأن الموعظة ينبغي أن تكون بالتي هي أحسن وليس بالعنف والفظاظة والمطاردات البوليسية المبالغ فيها والمنفّرة من الدين. من جهته، قال الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الرئيس العام ل(هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، إنه (طلب من رئيس فرع الهيئة في الباحة بأن لا يشارك في أي لجنة تشترك في التحقيقات لضمان الوصول إلى الحقيقة ولضمان سلامة النتائج). وكانت شرطة محافظة بلجرشي السعودية قد أوقفت خمسة أعضاء من هيئة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ورجلي أمن يعملان في مركز نقطة الشكران، للاشتباه في تورّطهم بحادث سير وقع فجر السبت الماضي في منطقة الباحة (جنوب غربي السعودية). وكانت محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة شهدت فجر السبت الماضي حادثاً مرورياً توفي فيه المواطن عبدالرحمن بن أحمد بن ناصر الغامدي (34 عاماً)، وبُترت يدُ زوجته الحامل، وأصيب طفلاه بإصابات خطيرة، نقلوا إثرها للمستشفى، فيما أغمي على ثلاثة من المتجمهرين بموقع الحادث، ونُقلوا إلى المستشفى، في وقت اتهمت فيه أسرة المواطن فرقة الهيئة وأخرى أمنية بمطاردة الأسرة قبل الحادث، ومغادرتها الموقع بعده دون إسعاف المصابين. وأكد آل الشيخ أنه يصعب التحدثُ في الأمر الآن بما أن التحقيقات مازالت جارية. وتعليقاً على اعترافات زوجة المتوفي التي قالت إن أحد أعضاء الهيئة تناقش بحدَّة مع زوجها وعند وقوع الحادث لم يتقدم أحدٌ لمساعدتهم، قال آل الشيخ: إن هذا جُرم والهيئة ستقف موقف الحازم والقضاء الشرعي سيأخذ مجراه)، مؤكداً أن العدالة ستأخذ مجراها. وعن توجيهاته الدائمة بمنع المطادرات قال (هناك أخطاء مبررة وأخرى غير مبررة). وأكد أن المواطنين راضون عن عمل الهيئة وعن الحراك الإصلاحي الذي تشهده (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، واعداً بعدم خروجه عن منهج الله ورسوله المبنيّ على (اللين والرفق والتسامح). ووفقاً لصحيفة (الشرق) السعودية، فإن شهودَ عيان أكدوا أن دوريتي هيئة وأمن قامتا بمطاردة السائق وعائلته إثر تحفظهم على رفعه صوت جهاز التسجيل في سيارته خلال مروره عبر النقطة. وقال ناصر بن أحمد الغامدي شقيق المتوفي: إن زوجة المتوفي التي كانت معه وقت حدوث الحادث أفادت بأن أحد أعضاء الهيئة استوقفهم وبدأ بالنقاش الحادّ مع زوجها بسبب ارتفاع صوت التسجيل داخل السيارة، برغم أنه لم يكن مرتفعاً، والكلام لزوجة المتوفي، ما دعا السائق إلى الانطلاق بعيداً عنهم وتبعته سيارة للهيئة وأثناء قيادته ضايقته سيارة الهيئة، ما أدى إلى انحراف سيارته وانقلابها بجانب الطريق. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة الباحة المقدم سعد الغامدي أن أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود وُجّه بتشكيل لجنة للوقوف على القضية ومتابعة تفاصيلها والتحقق من صحة تسبب رجال الحسبة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) والدورية الأمنية في وقوع الحادث. ولم ينفِ الناطقُ الإعلامي لهيئة الباحة الشيخ ناصر الزهراني مطاردة رجال الحسبة للسيارة المنكوبة، وأضاف الزهراني أنهم ينتظرون نتائج تحقيق اللجنة المشكلة من قبل أمير المنطقة.