قال الله تعالى (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا) كان الأمر بقيام الليل فرض عليه صلى الله عليه وسلم فهو أحب خلق الله وسُنّ أيضا لسائر المسلمين فيعد قيام الليل من أعظم القربات إلى الله تعالى لأن التهجد في الليل ترك نومه وترك راحته إلى الاشتغال بالعبادة والوقوف بين يدي رب العالمين في هداة الليل والناس ينعمون بالنوم فكان على من وفقه الله إلى هذا الحال أن يستحق من الله الرضا والقبول. وامتدح الله تعالى القائمين لصلاة الليل فقال (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) وقال: (تتجافى جنوبهم عن مضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا). وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)، حيث أن قيام رمضان هو قيام بالتهجد بالصلاة ذات خشوع والخضوع تقربا إلى الله تعالى في هذه الليالي الشريفة حيث أن فسر الشيخ ابن عثيمين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). فسر (إيمانا) أي بالله وبما أعده من الثواب للقائمين. ومعنى قوله (احتسابا) أي طلبا لثواب الله لم يحمله على ذلك رياء ولا سمعة ولا طلب مال ولا جاه. وسميت صلاة الترويح بهذا الاسم لأنه يعقب كل ركعتين منها ترويحة أي استراحة، ولأن المسلمون كان يطيلونها جدا، وكان الرسول أول من سن الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خوفا من أن تفرض على أمته ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها صلى في المسجد ذات ليل وصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة وكثر الناس ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة والرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال (قد رأيتم الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم) وكان ذلك في رمضان. واكتشف العلماء مؤخرا فضل صلاة القيام، حيث أقر علماء الطب الحديث أن النوم عميقا يسبب ترسيب المادة الخطيرة (كريسترول) في جدران شريان عضلة القلب وشرايين تلافيق المخ والمراكز العصبية مسببة تصلب وتلف جدران الشرايين ومؤدية إلى الإصابة بالذبحة القلبية والسكتة القلبية نتيجة تلف أنسجة العضلة القلبية والأمراض الدماغية الخطيرة، مثل انفجار شرايين المخ وحدوث نزيف الدموي إلى الجلطة الدموية إلى الجلطة الدماغية. ويوصي علماء الطب الحديث بقطع النوم العميق بعد منتصف الليل والنهوض بنشاط لإيقاف سلسلة الرحلة السباتية، من خلال ممارسة الرياضة أو صعود وهبوط السلالم أو الجري الموقعي. فمن خلال قيام الليل يتم النهوض من فراش وهجر النوم وإعادة النشاط الجسدي والنفسي والروحي بإسباغ الوضوء الذي يطرد النعاس ويجدد نشاط الدورة الدموية ثم القيام بصلاة الليل ركوعا وسجودا ونهوضا حيث أن الصلاة تنشط 360 مفصل في جسم البشرى و 3000 عضلة جسدية. وهذا دليلٌ على عظمة الله فلم يأمرنا الله بشيء إلا وكان وراءه شيء مفيد لنا ولأجسامنا، ففي الغرب يأمرونهم بإجراء تمرينات رياضية ليلا خوفا من الأمراض والله يأمرنا بقيام الليل التي تمثل رياضة لنا ونأخذ عليها حسنات وإزالة السيئات فالله يعطينا أشياء لكي تشجعنا على قيام الليل وهي مفيدة لصحتنا. * من خلال قيام الليل يتم النهوض من فراش وهجر النوم وإعادة النشاط الجسدي والنفسي والروحي بإسباغ الوضوء الذي يطرد النعاس ويجدد نشاط الدورة الدموية ثم القيام بصلاة الليل ركوعا وسجودا ونهوضا حيث أن الصلاة تنشط 360 مفصل في جسم البشرى و 3000 عضلة جسدية.