أتلفت الحرائق المهولة منذ بداية جويلية الماضي ولغاية السابع من أوت الجاري بولاية المدية أزيد من 1446هكتار من المساحات الخضراء، أغلبها غابات الصنوبر الحلبي التي كانت حاجزا في وجه رياح السيروكو القادمة من وسط الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى الشجيرات حديثة الغرس والتي لا يمكن لها أن تنبت مجددا حسب العارفين في مثل هذه الأمور. كما تسببت هذه الحرائق في إتلاف مئات الهكتارات من مختلف المحاصيل الزراعية وصناديق النحل التي تجاوز رقمها 120 صندوق خلال الفترة المتناولة، ما تطلب تدخل وحدات الإطفاء للحماية المدنية المدعمة بالرتل المتنقل الخاص بمكافحة الحرائق الغابية وذلك بالتنسيق مع مصالح الغابات وهذا بكل بلديات القسم الشمالي لولاية المدية كتابلاط والعيساوية وبعطة والحمدانية والعمارية بالأطلس البليدي، إضافة إلى البلديات شبه الداخلية كالمدية- البرواقية-مزغنة- بني سليمان-السواقي-وزرة--جواب أولاد ابراهيم-بوعيشون..، ومن بين الآثار السلبية التي تخلفها مثل هذه الحرائق المتزامنة مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة وفي عز الصيف، أنها تؤثر سلبا على الحياة الإيكولوجية بقتلها عديد الأصناف من الحيوانات التي تعيش وسط المساحات الغابية وحتى بالأحراش، سواء أكانت متوحشة أو غير ذلك، كما أن الطيور التي هي في طريق الانقراض تتعرض هي الأخرى لأخطار ألسنة النيران والدخان الخانق لاحتوائه على غاز ثاني أوكسيد الكربون، كما تتسبب في ارتفاع نسبة ظاهرة الانجراف وبحواف مختلف الطرق الوطنية والولائية والبلدية، ما يتطلب تكاليف إضافية باهضة من خزينة الدولة لإعادة هيكلتها خلال فصل الشتاء على وجه الخصوص. كما أن إتلاف عشرات آلاف الهكتارات من غابات الصنوبر الحلبي تعتبر هدرا لثروة اقتصادية هامة في اقتصاد الدول. حسب بعض الذين تحدثنا إليهم في موضوع الآثار الناجمة عن حرق الغابات، ما يستدعي الحيطة والحذر مع تطبيق بعض الإجراءات المتخذة من طرف مديرية الحماية المدنية لولاية المدية مؤخرا، منها على سبيل المثال لا الحصر-إحاطة المساحات المزروعة بحزام وقائي بطريقة الحرث-عدم السماح بدخول مختلف المركبات الفلاحية إلى الحقول الزراعية-منع التدخين بالقرب من مستودعات التبن والأعلاف وكذا عدم رمي بقايا السجائر بحواف مختلف الطرق من طرف المسافرين...كما طالب بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم في شأن هذه الحرائق التي تحول دون رجوع النازحين من مناطقهم الجبلية إلى أراضيهم بمعاقبة المتسببين في حال التأكد من هوية الفاعل، لأن بعض الحرائق التي شبت بالقرب من التجمعات السكانية عادة ما يتسببون هم في إضرامها ، طمعا في ضمها إلى مساحاتهم الفلاحية على أساس أنها أرض البايلك في معتقدهم الموروث؟