* بوشوشة: "بعض الاستفتاءات هدفها ترويجي.. أو مادي" مع انقضاء النصف الأول من شهر رمضان انطلقت الاستفتاءات، سواء في المطبوعات الفنية أو المواقع الإلكترونية حول: أفضل المسلسلات، أفضل الممثلين والممثلات وأسوأهم، أفضل الوجوه الشابة وأسوأها، أفضل المخرجين، أفضل الإعلاميين... على أي أساس بنيت هذه الاستفتاءات، وهل تسنى للجمهور مشاهدة المسلسلات كافة التي تعرض في الشهر الفضيل وهي تربو على 80 مسلسلاً بين مصري وخليجي وسوري؟ مع العلم أن أي مشاهد أو ناقد فني لا يمكنه الإحاطة بكل ما يعرض، حتى لو جلس 24 ساعة أمام شاشة التلفزيون، لذلك لن يكون الحكم صائباً ومنطقياً. يتصدر استفتاءات شهر رمضان أبطال من الصف الأول اعتدنا مشاهدتهم سنوياً، سواء كانوا من عالم الفن أو الإعلام، على سبيل المثال لا الحصر، في كل عام تنحصر المنافسة في البرامج الحوارية الفنية بين طوني خليفة ونيشان من لبنان ولميس الجديدي وعمرو الليثي من مصر، وهذه السنة انضمت إلى اللائحة الإعلامية سمر يسري في برنامج (سمر والرجال). درامياً، من الطبيعي أن يحتلّ الفنان عادل إمام وفرقته (فرقة ناجي عطا الله) نسبة كبيرة من تصويت الجمهور، خصوصاً أن (الزعيم) عاد بعد طول غياب عن الساحة التلفزيونية في مسلسل يدغدغ عواطف الجمهور العربي، لأنه يتمحور حول الصراع العربي- الإسرائيلي، فعلى رغم الثغرات سيحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة. بالنسبة إلى يسرا تتباين الآراء حول مسلسلها هذا العام، وارتسمت علامة استفهام حول مدى نجاحها في تقديم جديد في (شربات لوز) أم أدّت دوراً لا يليق بالمرحلة العمرية التي وصلت اليها، في وقت تبرز فيه ممثلات شابات مثل حورية فرغلي في مسلسل (سيدنا السيد)، دينا الشربيني في (طرف تالت) و(حكايات بنات)، أمل بوشوشة في (زمن البرغوت) و(الولادة من الخاصرة) تمهيداً لبطولتها المطلقة للمسلسل في جزئه الثالث، الإضافة إلى ممثلين شباب على غرار محمود عبد المغني، أمير كرارة، عمرو يوسف، ميس حمدان، رانيا يوسف... تبقى الدراما اللبنانية غائبة عن الاستفتاءات الرمضانية، فلم يحسب لها أي حساب ولم تجد لها موطئ قدم في هذه الاستفتاءات، كأنها عادت إلى الغيبوبة، بعد عامين من الانتعاش الذي يبدو أنه كان قسرياً، ثم غرقت في سباتها العميق. إلى أي مدى يصدق القارئ أو المشاهد نتيجة هذه الاستفتاءات، وإلى أي مدى يشعر الفنان بأنها تتمتع بمصداقية تجعله يطمئن إلى أن جهده وتعبه لم يذهبا هدراً؟ مصداقية؟ الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة التي يرد اسمها في الاستفتاءات كإحدى أفضل ممثلات الشهر الفضيل، تعرب عن سعادتها بفوزها الدائم مشيرة إلى أنها في العام الماضي نالت جائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسلسل (جلسات نسائية)، وكانت فخورة بهذا الفوز كونه صادراً من جهات تتمتع بمصداقية عالية. تضيف: (بالنسبة إلى هذا العام، أتابع عبر نادي المعجبين الخاص بي نتائج الاستفتاءات التي تجريها جهات مختلفة، آخذ البعض على محمل الجد ولا أهتمّ بالبعض الآخر، لأن ما يعنيني وأنا أتابع هذه الاستفتاءات، مصداقية الجهة التي تقوم بها). تلفت في هذا المجال إلى أن بعض الاستفتاءات هدفه الترويج لهذا الفنان أو ذاك، والبعض الآخر هدفه الكسب المادي عن طريق جعل هذا الاستفتاء مادة إعلانية لا أكثر ولا أقل، (لذا علينا الانتظار حتى نهاية الشهر الفضيل لمعرفة من سيكون الأفضل أو الأسوأ). أما الممثل أمير كرارة الذي يشارك في بطولة مسلسل (طرف تالت) فيرى أن هذه الاستفتاءات تؤثر في نفسية الفنان وعطائه سواء سلباً أو إيجاباً، ولا يمكن للفنان، مهما علا شأنه، أن يتجاهلها، (شرط أن تأتي النتيجة من خلال وسيلة إعلامية واسعة الانتشار وتتمتع بنسبة متابعة مرتفعة ومصداقية، وهي من أهم شروط الاستفتاء الناجح). يضيف: (في العام الماضي شاركت في مسلسل (المواطن إكس) الذي حصد نجاحاً، وهذا العام أتمنى أن يحصد (طرف تالت) النجاح نفسه. لا يهمني الفوز بجائزة أفضل ممثل، بقدر ما يهمني أن يفوز المسلسل بجائزة أفضل مسلسل، وأن تكون النتيجة من جهة تتمتع بمصداقية، لا أن تقبض من هذا الفنان أو ذاك، أو من شركة إنتاج للحصول على جائزة أفضل مسلسل أو جائزة أفضل ممثل أو ممثلة. لذلك أعتقد ان المعيار الحقيقي للتكريم هو المصداقية أولا وأخيراً). تقدير الجمهور التقدير الحقيقي بالنسبة إلى الممثل محمود عبد المغني (يشارك في بطولة مسلسل (طرف تالت))، يكمن في ردة فعل الناس في الشارع، وهو يفرح عندما ينادونه مثلا (ديبو) أي الشخصية التي يجسدها في (طرف تالت). هذا هو الاستفتاء الحقيقي بالنسبة إلي من دون التقليل، بالتأكيد، من الاستفتاءات التي تجريها وسائل إعلام، ولكن يبقى المشاهد هو المقياس الحقيقي لنجاح أي ممثل أو أي مسلسل. تنتظر الممثلة دينا الشربيني بفارغ الصبر نتيجة الاستفتاءات لتقيّم عملها خلال الشهر الفضيل، (أنا كممثلة جديدة تهمني نتيجة الاستقتاءات لألمس مدى قربي من الناس). في الختام يمكن القول إن الاستفتاء بالنسبة إلى الوجوه الصاعدة أهم مقارنة مع الوجوه التي بدأت تشق طريقها نحو النجومية. أما بالنسبة إلى كبار النجوم فلم يعد الأمر يحتل حيزاً من اهتمامهم لأنهم تجاوزوا هذه المرحلة منذ زمن بعيد، وأصبحت الاستفتاءات بالنسبة إليهم رصيداً يضاف إلى تاريخهم الفني قد لا يقدم ولا يؤخر.