* علماء الفلك يجمعون: "عيد الفطر سيكون يوم الأحد" أجمع المختصون في علم الفلك على أن أول أيام عيد الفطر سيكون الأحد المقبل وذلك بسبب استحالة رؤية الهلال يوم الجمعة، ومن جهة أخرى عبر بعض الخبراء عن استيائهم من عدم اعتماد وزارة الشؤون الدينية على أصحاب الاختصاص في تحديد تواريخ المناسبات الدينية، وأشار هؤلاء إلى أن هذا الإهمال عادة ما يؤدي إلى الأخطاء التي كان آخرها الإعلان عن أول أيام رمضان الذي صادف تاريخ 20 جويلية الماضي بالاعتماد على رؤية خاطئة. وأعرب بعض المختصين في علم الفلك عن استيائهم من إهمال وزارة الشؤون الدينية لأصحاب الاختصاص فيما يتعلق بتحديد تواريخ المناسبات الدينية مشيرين إلى أن الاعتماد على رؤية الشهود وإهمال الجانب العلمي قد يؤدي إلى حدوث أخطاء في كثير الأحيان. وأوضح بعض الخبراء بهذا الصدد أن الإعلان عن أول أيام رمضان المبارك بتاريخ 20 جويلية الماضي كان بالاعتماد على رؤية خاطئة كما ثبت في دراسة لمجموعة من علماء الفلك، ومن جانب آخر أجمع المختصون في علم الفلك على أن أول أيام عيد الفطر المبارك سيصادف يوم الأحد 19 أوت الجاري وذلك بعد الجزم باستحالة رؤية الهلال يوم الجمعة، الأمر الذي دفع ببعض المختصين إلى المطالبة بإلغاء ليلة الشك تجنبا لحدوث أخطاء. قسوم: "الشؤون الدينية اعتمدت على رؤية خاطئة في الإعلان عن رمضان" رأى الدكتور نضال قسوم أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في الجامعة الأمريكية بالشارقة أن رؤية هلال رمضان في ولاية باتنة والتي اعتمدت عليها وزارة الشؤون الدينية في إعلان يوم 20 جويلية الماضي أول أيام رمضان المبارك رؤية خاطئة وهو ما توصل إليه بحث لمجموعة من المختصين في علم الفلك ضمن المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، حيث أكد المختصون الذين تنقلوا إلى المكان الذي ثبت فيه رؤية الهلال والتقوا ببعض الشهود الذين يفترض أنهم رأوا الهلال بتاريخ 19 جويلية الماضي، أن الرؤية التي ثبتت في ولاية باتنة هي رؤية خاطئة، وأوضح الدكتور قسوم بهذا الصدد بأن أذان المغرب في ذلك اليوم حسب رزنامة وزارة الشؤون الدينية كان على الساعة الثامنة إلا خمس دقائق، وأن الشهود ذكروا بأنهم رأوا هلال رمضان بعد عشرين دقيقة من أداء صلاة المغرب وهو ما اعتبره أستاذ علم الفلك غير منطقي لاسيما وأن الشهود أكدوا أنهم رأوا الهلال في حدود الساعة الثامنة والربع في حين أن القمر لم يكن موجودا في السماء أصلا في ذلك الوقت لأنه غاب بعد الشمس بدقيقة واحدة فقط وبذلك يستحيل رؤيته لقصر مدة ظهوره، أما الحديث عن ثبوت رؤية الهلال بعد 20 دقيقة من غروب الشمس فهو غير مقبول علميا - على حد تعبيره -، مضيفا أنه في ذلك الوقت كان القمر تحت الأفق بأربع درجات. واستغرب الدكتور قسوم في ذات السياق قبول الفقهاء بهذه الشهادة، منددا بعدم استشارة الفلكيين وأصحاب الاختصاص، مضيفا أنه كان من الأجدى الرجوع إلى المختصين في علم الفلك للتحقق من المعلومة لاسيما وأن الخبراء قد بينوا مسبقا الأماكن التي يمكن فيها رؤية الهلال بالعين المجردة والأماكن التي يستوجب فيها الاستعانة بالتليسكوب والأماكن التي يستحيل فيها رؤية الهلال، وكانت الجزائر من بين الأماكن التي لا يمكن فيها رؤية الهلال لأن القمر غاب بعد دقيقة فقط من غروب الشمس وبالتالي فرؤيته غير ممكنة لقصر مدة ظهوره. وفي ذات السياق، استنكر أستاذ الفيزياء وعلم الفلك إهمال وزارة الشؤون الدينية لآراء أصحاب الاختصاص، مشيرا إلى أن الجمعيات والمؤسسات المختصة في علم الفلك قد نشرت جميع البيانات والمعلومات الخاصة برؤية هلال رمضان مرفقة بالخرائط والمخططات لكن الوزارة لم تول هذه الدراسات اهتماما بل "أخذت قرارا دون استشارة أولي العلم وهذه مشكلة أكبر"، ودعا قسوم بهذا الصدد إلى إحداث تناسق مع الدول الإسلامية الأخرى وتجنب الأخذ بشهادات "لا يقبلها العقل والعلم" مضيفا أنه من غير المعقول "أن تبقى الجزائر بعد 50 سنة من الاستقلال في مؤخرة دول العالم"، أما عن تأثير هذا الخطأ في تحديد تاريخ عيد الفطر المبارك فقد أكد الخبير في علم الفلك أن المشكل يتعلق بتقديم ليلة الشك إلى يوم الجمعة وهو اليوم الذي يستحيل فيه رؤية الهلال، في حين كان هناك إمكانية لرؤيته يوم السبت. من جانب آخر أكد الدكتور قسوم أن أول أيام عيد الفطر سيصادف يوم الأحد المقبل نظرا لاستحالة رؤية الهلال يوم الجمعة، موضحا أن القمر سيغيب قبل الشمس في ذلك اليوم، ودعا بهذا الصدد وزارة الشؤون الدينية إلى أخذ هذه المعلومة بعين الاعتبار مطالبا بإلغاء ليلة الشك التي أعلنت الوزارة في بيان سابق لها أنها ستكون يوم الجمعة، وأوضح في ذات السياق أنه لا يجب الدعوة إلى الخروج للتحري ومراقبة الهلال تجنبا للأخطاء التي قد يقع فيها الناس. بوناطيرو: "صيامنا صحيح والعيد سيكون يوم الأحد" من جهته أكد لوط بوناطيرو الخبير في علم الفلك والجيوفزياء في اتصال لنا معه أن الصيام كان صحيحا نافيا أن تكون وزارة الشؤون الدينية قد اعتمدت على رؤية خاطئة في إعلان يوم الجمعة أول أيام الشهر الفضيل، وأضاف بوناطيرو في حديثه ل (أخبار اليوم) أن الوزارة تقع في الأخطاء أحيانا بسبب عدم استشارتها لأولي الاختصاص، ودعا بهذا الصدد إلى ضرورة إشراك كافة العلماء والخبراء المختصين في علم الفلك في عملية رصد الهلال سواء تعلق الأمر بهلال رمضان أو بهلال شوال إلى جانب استشارة أهل الاختصاص للتأكد من المعلومات التي تتوصل إليها الوزارة من خلال ما يصلها من شهادات مستشهدا بالآية الكريمة: (واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). من جانب آخر أكد بوناطيرو أن أول أيام عيد الفطر سيكون بتاريخ 19 أوت الجاري، وحسب الخبير في علم الفلك فإن اقتران الشمس بالقمر يوم الجمعة سيمنع رؤية الهلال لاسيما وأن عودة القمر إلى المنزلة الأولى لن يستغرق أكثر من 5 دقائق وهو وقت غير كاف لاتضاح ضوء القمر، لذلك فمن المنتظر أن تتم عدة شهر رمضان 30 يوما. هذا وقد تعذر على (أخبار اليوم) الاتصال بوزارة الشؤون الدينية لمعرفة رأيها حول ما تحدث عنه الخبراء من الأخطاء التي ترتكبها الوزارة وإمكانية خلق تناسق في الجهود لتفادي هذه الأخطاء. وللتذكير فقد أعلنت العديد من الجمعيات المتخصصة في علم الفلك مؤخرا أن أول أيام العيد سيكون بتاريخ 19 أوت الجاري.