دمشق: "توقّفوا عن العبث.. ينجح الإبراهيمي" صرّح الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية الجديد للأزمة السورية، بأنه يشعر بالرّعب بسبب مهمّته الجديدة، مؤكّدا أن المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا (شبه مستحيلة) والمجهودات التي تبذل حاليًا غير كافية لإنهاء القتال. الإبراهيمي قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) بثت أمس الاثنين إنه يعلم مدى صعوبة الموقف وكيف أن المهمّة شبه مستحيلة، مضيفا: (لا يمكن أن يقول إنها مستحيلة، بل هي شبه مستحيلة والمجهودات المبذولة غير كافية، وهذا في حدّ ذاته عبء كبير). وأقرّ الإبراهيمي أيضًا ببعض المخاوف حيال مهمّته، مشيرًا إلى أنه يفهم إحباط البعض حيال غياب تحرّك دولي في سوريا، وأردف: (أشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي، النّاس يقولون إن النّاس يموتون وأنت ماذا ستفعل؟ ونحن لا نفعل الكثير، وهذا في حدّ ذاته ثقل مرعب). وكان الأخضر الإبراهيمي قد دعا عند تولّي مهمّته جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، مشدّدًا على تحمّل الحكومة السورية المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة، وأبلغ الحكومة السورية أيضًا بأن التغيير (عاجل وضروري) وحثّ الحكومة السورية على القيام به من أجل الوفاء بالمطالب (الشرعية) للشعب السوري. من جهتها، قالت السلطات السورية أمس الاثنين إن المبعوث الجديد للأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي لن يحقّق تقدّما إلاّ إذا توقّفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد وأعلنت بدلا من ذلك دعمها لخطّة مدعومة من الأمم المتّحدة. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مؤتمر صحفي بدمشق: (ما يجري على الأرض في سوريا هو مؤامرة وعناصرها واضحة وظاهرة ومتوفّرة وهي ليست جديدة)، وأضاف: (أنا أعتقد أن شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي في مهمّته يتوقّف على قيام دول محدّدة.. قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح الخطّة.. خطّة النقاط الستّة.. والتوقّف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء). وتولّى الإبراهيمي، وهو دبلوماسي جزائري محنّك، المهمّة من الأمين العام السابق للأمم المتّحدة كوفي عنان الذي وضع خطّة من ستّ نقاط لحلّ الأزمة السورية، لكن وقفا لإطلاق النّار أعلنه في 12 أفريل لم يصمد، وزاد العنف منذ ذلك الحين.