اقتناء الأدوات المدرسية هو حمل ثقيل على بعض العائلات المعوزة التي تقف حائرة في كيفية تدبر واستيفاء المستلزمات الدراسية للأبناء، تلك المهمة التي باتت صعبة حتى على العائلات المتوسطة فما بالنا بالفقيرة التي يعدم دخلها، إلا أنها رفضت حرمان أبنائها من حق التمدرس عن طريق تدبر أحوالها والاعتماد على مساعدات المحسنين. وكانت الحملات المنطلقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بادرة خير لضمان تسلم المعوزين واليتامى محافظهم ووصولها إليهم مثلهم مثل بقية أقرانهم. نسيمة خباجة لذلك ارتأت بعض الجمعيات إطلاق حملات تطوعية عبر الفايسبوك خاصة بالتبرع ومساعدة الأطفال المتمدرسين وهي الخطوة التي لقيت إعجابا وترحيبا من طرف متصفحي هذا الموقع الاجتماعي، خاصة وأن هذه الفترة تحتاج إلى تذكر الأطفال اليتامى ومساعدتهم في دراستهم لاسيما وأن أسرهم تعجز عن تحقيق مرادهم في جلب الأدوات المدرسية. وكانت مبادرات بعض الجمعيات على غرار جمعية (ناس الخير) الناشطة كثيرا في مجالات شتى مفتاحا لبعض المحسنين الذين جهلوا في بادئ الأمر كيفية وصول صدقاتهم إلى العائلات المعوزة تزامنا مع الدخول المدرسي إلا أن تصفحهم لموقع الفايسبوك مكنهم من أخذ المعلومات الضرورية لتقديم إعاناتهم للفقراء والمساكين، فميزانية اقتناء الأدوات والكتب هي ميزانية كبيرة تستعصى على الكثيرين لاسيما مع اللهيب الذي شهدته أسعار الأدوات، ولم تتناس بعض الجمعيات مسؤوليتها في التحسيس بضرورة الوقوف إلى جانب اليتامى والمعوزين مما أدى بالكل إلى التهافت على مقاهي الأنترنت من أجل تدوين المعلومات للاتصال بمختلف الجمعيات والمساهمة في إدخال الفرحة على قلوب اليتامى وإيصال الأدوات إليهم. وهو ما تجاوب معه المواطنون عبر مقاهي الأنترنت وأبانوا تضامنهم مع هؤلاء الذين لا تمكنهم حالتهم المادية من جلب الأدوات إلى فلذات أكبادهم منهم السيدة صورية التي قالت إن ظروفهم المادية الحسنة مكنتها من التكفل بأبنائها الخمسة إلا أنها لم تنس الفقراء والمعوزين، ووطأت خصيصا إلى مقهى للأنترنت من أجل أخذ معلومات عن بعض الجمعيات التي أطلقت حملتها قصد استلام المعونات، وبالفعل عثرت على الإعلان الذي وضعته جمعية ناس الخير التي لا تتأخر عن مثل تلك المبادرات الحسنة ولم تتأخر عن أخذ المعلومات الضرورية لتسليم ما استطاعت أن تقدمه يداها كمساعدة لتلك الفئات المحرومة والمساهمة في إدخال فرحة الدخول المدرسي على أبنائها كون أن التضامن مع هؤلاء هو واجب يمليه الضمير، فوجب أن يشعر الكل بمحنهم ويحسوا بمرارة العجز عن التكفل الدراسي بالأبناء والمغامرة بمستقبلهم في طلب العلم فهي بالفعل تجربة صعبة جدا. وقد أكد لنا صاحب مقهى للأنترنت ببلكور بالعاصمة التردد الكبير على محله منذ انطلاق الموسم الدراسي بهدف مساعدة الأطفال المعوزين تزامنا مع الدخول المدرسي، وللاطلاع على المواقع التي أطلقت حملاتها لذات الشأن من أجل فك غبن الطفل الفقير واليتيم والمساهمة في إدخال الفرحة على قلوبهم وكفكفة دموعهم وأحزانهم وهي المهمة التي حملتها على عاتقها الجمعيات الناشطة في الميدان تزامنا مع الدخول المدرسي الذي يحمل معه العديد من الأعباء والتكاليف المادية إلى الأسر التي تتفاوت قدراتها تبعا لتصنيفها الاجتماعي.