أتلفت ألسنة النّيران حسب حصيلة محافظة الغابات لولاية المدية منذ نهاية جوان وإلى غاية السابع عشر من سبتمبر الجاري 3563 هكتار عبر146 حريق. حسب أحمد سالم رئيس مصلحة حماية الثروة الغابية بذات المحافظة فإن المساحات المحروقة تتوزّع على التكوينات الغابية التالية: الغابات 1137 هكتار، الأدغال 590 هكتار والأحراش621 هكتار، وأن هذه الحرائق المهولة طالت مساحات نباتية هامّة ب 14دائرة من بين 19 دائرة إدارية بالمدية، وأكثرها تضرّرا دائرة وزرة ب 1234هكتار، تليها في المقام الثاني دائرة تابلاط ب 1071 هكتار، ثمّ العمارية ب 294 هكتار والمدية ب 273 هكتار، وأن هذه المناطق تتموقع كلّها في سلسلة جبال الأطلس البليدي من فجّ الحوضان شرقا إلى الحمدانية غربا بشمال الولاية. كما كانت لهذه الحرائق أضاف محدّثنا تأثيرات على المجال الفلاحي، حيث تمّ تسجيل 119 حريق تسبّب في إتلاف 13.534 شجرة مختلفة الثمار و259 هكتار من المحاصيل الكبرى المتمثّلة في الشعير والقمح بنوعيه، بالإضافة إلى حرق 17.516 حزمة تبن و289 صندوق نحل (2890 كلغ من العسل) بحساب 10 كلغ في الصندوق في المتوسط. وللمقارنة بالسنة الفارطة فإن حرائق صيف السنة الماضية بلغت 113 حريق، أمّا المساحة المحروقة فلم تتجاوز 292 هكتار فقط، ممّا يدلّ على أن حرائق هذه السنة كانت أكثر ضراوة على الغطاء النباتي بالولاية رغم تسخير كلّ العتاد المتوفّر في محافظة الغابات والحماية المدنية بما فيها الرتل المتنقّل. فحسب الإحصاءات فإن الحرائق أتلفت قرابة 70 ألف هكتار من إجمالي المساحة الغابية المقدّرة ب 152.931 هكتار،أ ي أكثر من الثلث منذ عام 1992 وإلى غاية سبتمبر الجاري. ومن بين الأعوام التي شهدت ارتفاعا مذهلا في حرق الثروة الغابية سنة 1994 بأزيد من 39 ألف هكتار وسنة 2000 ب 7000 هكتار. وحسب محدّثنا فإن الغطاء النباتي يساهم في خلق التوازن البيئي والبيولوجي للكائنات الحيّة لما يوفّره من الكمّ الهائل لغاز الأوكسيجين الذي يعتبر مصدر الحياة للكائنات الحيّة، غير أن المؤسف له حسب ما تضمّنه تقرير لجنة الفلاحة والغابات وحماية البيئة للمجلس الشعبي الولائي في دورته الرّابعة بتاريخ 12/01/2011 أن تتعرّض المساحات المساعدة على توفير المناخ الصحّي والسياحي للضياع بسبب ما يقترفه الإنسان من انتهاكات يومية اتجاه بيئته ويمضي قدما اتجاه مصيره المحتوم وسط زخم هذه الأضرار التي تؤثّر على سلامة الكائنات الحيّة بأكملها بالمساحات الغابية. وكذلك لا تقتصر الغابات على كونها غطاء شاسعا أخضر، بل بعدا اقتصاديا وصناعيا، بل واستجماميا أيضا، كما أنها تمنع تدهور التربة جرّاء التآكل والانزلاق، كما أنها تساعد على حماية الينابيع المائية من الجفاف والمحافظة على استقرار الجبال. وبالمختصر المفيد فإن الغابات تساعد على حماية التنوّع البيولوجي من الانقراض، لكن لا حياة لمن تنادي، فالإنسان الجزائري عازم على تدمير حياته بتحويله المساحات التي تسرّ النّاظرين إلى رماد.