وجَّه سفير باكستان لدى الأممالمتحدة عبد الله حسين هارون تحذيرًا الولاياتالمتحدة من المساس بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن ذلك ليس طلبًا صعبًا إذا أراد الأمريكيون وقف الهجمات على سفاراتهم. وفي مقابلة مع شبكة (سي بي أس) الأمريكية قال هارون: (ما حدث في باكستان هو تعبيرٌ عن الشعب وليس عن الحكومة، وإذا رضخت الحكومة لما يحدث في باكستان من عنف لما أطلقت الغاز المسيل للدموع، والرصاص على المحتجين). وبشأن المساعدات الأمريكية الكبيرة التي تذهب إلى باكستان قال هارون: (نحن لا نحتاج أموالكم ولا مساعداتكم، بل تحتاج الحكومة الباكستانية إلى علاقات تجارية مميزة كما هو الوضع مع الأردن). وأشار هارون إلى أن هناك عداء كبيرًا يكنه الشعب الباكستاني للسياسة الأمريكية، بسبب غارات الطائرات بدون طيار ضد المدنيين، والقضاء على أسامة بن لادن دون موافقة باكستان. وأشارت الشبكة إلى أن وزارة الخارجية الباكستانية استدعت القائم بالأعمال الأمريكي في إسلام آباد السفير ريتشارد هوجلاند، وسلمته باسم الشعب الباكستاني احتجاجًا شديد اللهجة على الفيلم المسيء للإسلام. إلى ذلك، رصد وزيرٌ باكستاني مكافأة قيمتها 100 ألف دولار لمن يقتل مخرج الفيلم المسيء للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والذي أُنتج في الولاياتالمتحدة وأثار موجة تظاهرات عنيفة في العالم الإسلامي خلفت عشرات القتلى. وقال وزير السكك الحديدية الباكستاني غلام أحمد بيلور: (أعلن أنه في حال قام شخصٌ ما بقتل هذا المجدف الذي أساء للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، فسأقدم له مكافأة بقيمة 100 ألف دولار). وأضاف الوزير: (أدعو أيضا حركة طالبان وتنظيم القاعدة وشبكة حقاني إلى المشاركة في هذا العمل النبيل)، مؤكدا أن (أعضاء المنظمات المتشددة المحظورة سيحصلون أيضا على هذه المكافأة إذا قتلوا منتج الفيلم المسيء). كما طالب (الأغنياء بوضع كل أموالهم لخدمة القضية وحتى يكون القاتل غارقا في الذهب والمال). وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي بمدينة بيشاور أنه مدرك بأن التحريض على القتل جريمة، لكنه أكد على أنه مستعد لارتكاب هذه الجريمة بنفسه، بحسب صحيفتي (داون) و(اكسبريس تريبيون). وقال بيلور: (إذا وجدت دعوى مرفوعة ضدي في أي محكمة دولية أو وطنية، سأطالب الشعب بتسليمي)، مبرِّرا إقدامه على هذه الخطوة بأنها السبيل الوحيد لنشر الخوف في قلوب من يسيئون إلى الأديان ورموزها. وقُتل عشرات الأشخاص وأصيب مئاتٌ آخرون في احتجاجات عنيفة ضربت عشرات المدن بالعالم الإسلامي، احتجاجا على الفيلم، الذي تبعته رسومات مسيئة للنبي محمد نشرتها مجلة فرنسية زادت موجة الغضب اشتعالا. وكانت باكستان بؤرة رئيسة للتظاهرات المناهضة للفيلم المسيء، وبعد صلاة الجمعة الماضية حيث تحولت تظاهرة ضمت عشرات آلاف الأشخاص إلى أعمال عنف ما أوقع 17 قتيلا وأكثر من 200 جريح.