تتنوع الطقوس الرمضانية التي يمارسها نجوم مسلسل "باب الحارة" الذي يعرض على بعض القنوات العربية في شهر رمضان، ما بين الحرص على أداء الصلوات، وقراءة القرآن، وتبادل الزيارات العائلية، وكذلك شراء الأطعمة الشهية التي يتميز بها الشهر الفضيل. وفي الوقت الذي أكد فيه الفنان السوري زهير رمضان (أبو جودت) حرصه على أداء العبادات في رمضان؛ فإن الفنانة شكران مرتجى (أم بدر) أوضحت أنها تحرص على سماع أذان المغرب في البيت. وقال الفنان السوري زهير رمضان الذي يجسد شخصية أبو جودت في مسلسل باب الحارة إنه يمارس طقوس رمضان بشكل اعتيادي كما هو حال كل مؤمن ومسلم، ويرى أن شهر رمضان مبارك يسود فيه التعاون والإخاء، والعمل، وكل أشكال القيم الأخلاقية. ولفت إلى أن البعض يعتقد أن شهر رمضان هو للراحة فقط؛ إلا أنه يؤكد أن العمل يعتبر من أهم صفات العبادة في هذا الشهر. وقال زهير في تصريحات لموقع قناة الآم بي سي إنه في شهر رمضان يزاول العمل بشكل فعال، مستشهدا بقدوة الأمة الإسلامية الرسول "ص" الذي خاض معظم حروبه وغزواته في هذا الشهر المبارك. وحول كيفية مشاهدته بابَ الحارة في شهر رمضان قال إنه حريص على متابعة جميع حلقات المسلسل، مضيفا أنه يضع نفسه بمثابة مشاهد عادي، ويتجرد من كونه قدّم شخصية أبو جودت حتى يشعر بالمتعة. وأضاف أنه عند مشاهدته "بابَ الحارة" يتفاعل ويضحك كثيرا من التصرفات الكوميدية التي يقوم بها أبو جودت مع الناس، وأحيانا يحقد على سلوكياته السلبية ضد أهل الحارة. من جانبها قالت شكران مرتجى التي تلعب دور "أم بدر" إنها تحاول التفرغ -مثل جميع المسلمين- لعبادة رب العالمين، معتبرة أن رمضان فرصة مناسبة لتواصل مع الناس ومشاهدة أعمالها ومسلسلات رمضانية أخرى تماما مثل أي مشاهد، ولكنها تواصل عملها في حال ارتباطها بأحد المسلسلات في شهر رمضان. وتابعت مرتجى أنها منذ ثلاث سنوات تقضي طقوس رمضان خارج بيتها بحكم انشغالها في العمل؛ إلا أنها أوضحت أنها ستبقى في بيتها ومع أسرتها في رمضان هذا، على اعتبار أنها تفضل سماع أذان المغرب وهي جالسة في البيت على مائدة الإفطار. وبررت الفنانة السورية عدم حرصها على الخروج للتسوق في الأيام الأخيرة لشراء ملابس بحكم أن هذه العادة تستمر في فترة عمرية محددة، لكنها أكدت حرصها الشديد على جلب الحلويات، وتحضير الأطعمة من أجل العيد. تسوق.. وزيارات أما الفنان السوري حسن دكاك -المعروف بأبو بشير "فران" حارة الضبع- ففي كل يوم من شهر رمضان يذهب إلى السوق لشراء الفول والحمص والشراب التقليدي "عرقسوس" والتمر كمقبلات مع الأكل في شهر رمضان، مضيفا -في الوقت نفسه- أنه يشتري كل احتياجات البيت، ويجلب مقاديرَ الوجبة الرئيسية في الإفطار لزوجته من أجل تحضيره. وتابع دكاك أنه حريص في شهر رمضان على البقاء مع عائلته، والقيام بالزيارات لكل الأقارب والأصدقاء، وهم بدورهم يبادلون تلك الزيارات، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه غالبا ما يلتقي بعد الإفطار بزملائه الفنانين، وخاصة في نقابة الفنانين، ومسرح الحر للسمر حول الأجواء الرمضانية. وأكد حرصه على الالتزام بشكل كامل على أداء فريضة الصلاة والصيام وكذلك جميع فرائض الإسلام بما فيها فريضة الحج التي أداها في الموسم الماضي برفقة زوجته. وكشف الفنان السوري أنه عند مشاهدته مسلسل "باب الحارة" مع أسرته فإنه يضع نفسه بمثابة المتفرج، وبالتالي يرفض الكشف عن تفاصيل العمل حتى لأفراد عائلته، ويلتزم الصمت أمام استفساراتهم حول مصير أبطال العمل، مؤكدا أنه يطلب منهم الاستمرار في متابعة جميع حلقات العمل ليتعرفوا على الأحداث بأنفسهم. النمس وفران باب الحارة وفي السياق عينه؛ أوضح الفنان السوري مصطفى الخاني -المعروف بشخصية "النمس"- أنه في أول يوم من شهر رمضان يذهب إلى بيت أهله، وخاصة بعد انقضاء موسم شاق من العمل لكي يتناول أول وجبة الإفطار معهم، ومن ثم يقومون في اليوم التالي بزيارة مقبرة والديه لقراءة القرآن الكريم والفاتحة على أرواحهم. ولفت الخاني إلى أنه يعيش إلى الآن مرحلة "عزوبية"، لذا يمارس طقوس رمضان بدعوات متبادلة مع أصدقائه على الإفطار، وذلك ضمن الأجواء الرمضانية التي لها خصوصية عالية عند الشعوب العربية والإسلامية. واعتبر الخاني أن رمضان فرصة لكل فنان لتقييم أعماله، ومحاولة الكشف عن نقاط الضعف في الأدوار التي يقدمها، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه من أشد النقاد قسوة على نفسه، لاعتباره يبحث دائما عن نقاط الضعف الشخصية أكثر من تركيزه على نقاط التميز والنجاح. وقال الخاني إن "باب الحارة" تحول إلى طقس رمضاني لكل المشاهدين العرب، وفيهم الجاليات العربية في أمريكا وأوروبا، وذلك نتيجة سلسلة النجاحات التي حُققت عبر الأجزاء السابقة. وفي السياق نفسه؛ أوضح الخاني أنه عندما كان مدرسا في المعهد العالي للتمثيل كان يصطحب طلابه في شهر رمضان لزيارة الجمعيات الخيرية ودور الأيتام، مضيفا أن هذه العادة تزايدت بشكل ملفت بعد أن حقق الشهرة والأضواء؛ لذا أخذ على نفسه عهدا خلال شهر رمضان بأن يتعاون مع الجمعيات الخيرية، والمؤسسات التي تهتم بالشؤون الإنسانية. وقال إنه بصدد القيام بحملة توعية تهدف إلى المحافظة على نظافة البيئة في مدينة دمشق مع الفنان دريد لحام، وباسم ياخور، وآخرين خلال شهر رمضان المبارك. وكشف الخاني أنه يهوى المشي ليلا في شهر رمضان بين حارات دمشق القديمة سيرا على الأقدام لرؤية الشوارع الفارغة من الناس والبيوت الهادئة، والاستمتاع بشعور رومانسي جميل، مما يجعله يسهر حتى فترة السحور، وسماع أذان الصبح. من جهته، أشار الفنان جرجس جبارة -المشهور بدور حارس باب الحارة- إلى أن شهر رمضان له نكهة خاصة لدى الفنان السوري، وذلك لعرض معظم الأعمال الدرامية في هذا الشهر، معتبرا أنه بمثابة "استراحة المحارب" بالنسبة لمعظم الفنانين الذين عملوا واجتهدوا في تصوير مشاهدهم بالمسلسلات الدرامية المتنوعة طيلة الموسم. وأضاف جبارة أن رمضان يُتيح له فرصة كبيرة لإعادة بناء علاقاته الاجتماعية مع الآخرين، ويوفر له وقتا للبقاء مع أسرته شهرا كاملا، وذلك على خلفية انقطاعه عنهم لارتباطه الشديد بالعمل. وأشار جرجس إلى أنه يُفضل البقاء في فترة شهر رمضان مع العائلة، ويمارس نفس طقوس المسلمين عند الإفطار، ويشاركهم في مناسباتهم الدينية على الرغم من مسيحيته. ولفت إلى أنه على الرغم من بدانة جسده؛ إلا أنه يحبذ أكل الخضروات والفواكه والوجبات الخفيفة على الأكلات التي تكثر فيها اللحوم والسمنة لأنه يوفر له الصحة الجيدة، على حد قوله. ورفض جبارة تصنيف شهر رمضان على أنه موسم لتناول الأكل فقط، بل اعتبر أنه بمثابة ترابط اجتماعي وتلاحم ديني بين الناس والله، معتبرا أن رمضان هو شهر روحي وفكري، وللابتعاد عن النزوات السيئة بكل أشكالها، وأن الله يقدم للإنسان فرصة لمراجعة نفسه، وتصحيح أخطائه.